تراجع أسعار البلاديوم مع تراجع الدولار وسط توقعات بخفض الفائدة الأمريكية

شهدت أسعار البلاديوم هبوطاً ملحوظاً خلال تداولات يوم الإثنين، نتيجة عمليات بيع لجني الأرباح بعد المكاسب التي حققها المعدن الثمين في الآونة الأخيرة.
وأكد ألاستير مونرو، كبير استراتيجيي المعادن في شركة Marex، أن العامل الأهم حالياً هو ضعف الدولار الأمريكي الذي يتجه نحو التراجع، مما يدعم أسواق المعادن الثمينة.
وسجل مؤشر الدولار أدنى مستوى له منذ بداية عام 2022، متأثراً بزيادة المخاوف حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأمر الذي أثر سلباً على ثقة المستثمرين في السياسة النقدية للولايات المتحدة.
ويُعتبر ضعف الدولار عاملاً مساعداً للسلع التي تُسعر بالدولار، إذ يجعلها أرخص للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يعزز الطلب عليها.
فسّر المستثمرون تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خلال شهادته أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، على أنها إشارة نحو احتمالية تخفيف السياسة النقدية قريباً. حيث ألمح باول إلى احتمال خفض معدلات الفائدة إذا استمر التضخم في الاستقرار ولم يرتفع بشكل مفاجئ خلال الصيف.
وفي هذا السياق، ارتفعت توقعات المستثمرين لخفض الفائدة بنسبة 91.5% بحلول سبتمبر، وفق أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، مقارنةً بـ83% قبل أسبوع.
ومن المقرر أن يعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه المقبل في سبتمبر، مع غياب اجتماع في أغسطس.
ينتظر السوق إصدار مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة خلال الأسبوع، على رأسها تقرير الوظائف الشهري، الذي سيشكل مؤشراً رئيسياً لاتجاه الاحتياطي الفيدرالي في قراراته المستقبلية.
وأوضح فرانشيسكو بيسولي، استراتيجي العملات في بنك ING، أن المخاطر ما زالت تميل نحو ضعف الدولار، لكنه حذر من أن الأسواق ربما بالغت في توقعاتها بشأن خفض الفائدة، خاصة مع احتمالية تباطؤ تدريجي في التوظيف وارتفاع محتمل في التضخم خلال الأشهر القادمة.
وأكد أن أي بيانات أضعف من المتوقع قد تؤدي إلى موجة جديدة من بيع الدولار.
زاد الضغط على الدولار بعد أن شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوماً حاداً على رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، متمنياً استقالته قبل انتهاء ولايته في مايو المقبل.
وطالب ترامب بخفض سعر الفائدة الأساسي إلى 1% بدلاً من المستويات الحالية التي تتراوح بين 4.25% و4.5%، معبراً عن رغبته في تعيين شخصية أكثر ميلاً للتيسير النقدي مكان باول.
و بحلول الساعة 15:57 بتوقيت غرينتش، تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% إلى 97.1 نقطة، بعد أن سجل أعلى مستوى عند 97.3 وأدنى مستوى عند 96.9.
في الوقت نفسه، انخفضت عقود البلاديوم الآجلة تسليم سبتمبر بنسبة 2.9% لتصل إلى 1118 دولاراً للأوقية، متأثرة بعمليات جني الأرباح وضعف الدولار.