ويز إير تتعثر..تكاليف تشغيلية مفاجئة تهوي بسهم الشركة وتحرج رئيسها التنفيذي

واجه الرئيس التنفيذي لشركة “ويز إير هولدينغز” (Wizz Air Holdings Plc)، يوزيف فارادي، ضغوطاً غير مسبوقة بعد أن تفاجأ المستثمرون بارتفاع كبير في التكاليف التشغيلية، ما أدى إلى أكبر تراجع لسهم الشركة منذ إدراجها في بورصة لندن قبل عقد من الزمن.
في مكالمة مطوّلة مع المحللين استمرت أكثر من ساعة، سعى فارادي إلى تبرير القفزة المفاجئة في النفقات، وذلك عقب صدور نتائج مالية خالفت التوقعات.
حيث سجّل سهم الشركة انخفاضاً بنسبة 29%، ما أثار تساؤلات حول كفاءة إدارة التكاليف، خاصة وأن “ويز إير” تُعرف بنموذجها القائم على خفض التكاليف إلى أقصى حد.
وقال المحلل أليكس إيرفينغ من شركة “بيرنشتاين”: “نجاح ويز إير يعتمد على قدرتها في التحكم بالنفقات، وأي انحراف عن هذا النهج يقوّض تنافسيتها”.
و أوضح فارادي أن الشركة تمر بـ”طريق شديد الوعورة”، في إشارة إلى أزمة المحركات التي أدت إلى خروج عشرات الطائرات من الخدمة. كما أشار إلى تأخيرات في التخلص من الطائرات القديمة من طراز “إيرباص A320″، وتباطؤ في خفض رسوم المطارات.
بلغ عدد الطائرات الخارجة عن الخدمة في نهاية مارس 42 طائرة، ومن المتوقع أن يتراجع هذا الرقم إلى 34 بنهاية النصف الأول من السنة المالية 2026.
وتُعد هذه الأزمة نتيجة مباشرة لمشاكل محركات “برات آند ويتني GTF”، التي فرضت صيانة قسرية أثّرت على خطط النمو التشغيلي للشركة.
سجّلت “ويز إير” صافي دخل بلغ 225.8 مليون يورو للسنة المالية المنتهية في مارس، وهو دون التوقعات التي تراوحت بين 250 و300 مليون يورو.
في المقابل، ارتفعت التكاليف التشغيلية (باستثناء الوقود) بنسبة 19% لتصل إلى 3.3 مليار يورو، ما وصفه محللو “بانمور ليبرام” بأنه “ارتفاع مذهل وغير مبرر”.
في محاولة لتهدئة القلق في الأسواق، أكد فارادي أن نموذج الأعمال القائم على الخدمات الأساسية منخفضة الكلفة ما زال ملائماً للسوق الأوروبية، مستبعداً الاتجاه نحو تقديم مزيد من الرفاهية، على عكس بعض الشركات الأمريكية.
وأوضح أيضاً أن الشركة تعمل على تخزين المحركات وقطع الغيار لتقليل أثر الأعطال المستقبلية، لكنه أقرّ بأن الأزمة لن تُحلّ قبل عام 2027، الذي وصفه بـ”عام التحوّل الكبير”.
كتب المحلل جيرالد كهو في مذكرة تحليلية أن استمرار تعطل المحركات سيُبقي الضغط قائماً على تكلفة الوحدة، مضيفاً أن الإنفاق المتزايد – رغم نمو السعة بنسبة 20% – يعكس تحديات هيكلية عميقة في نموذج التشغيل.
في المجمل، يبدو أن “ويز إير” تواجه لحظة حاسمة تهدد مكانتها في سوق الطيران منخفض الكلفة، وسط ضغوط تشغيلية متفاقمة وثقة مهزوزة من المستثمرين.