هونغ كونغ تفتح أبواب جامعاتها للطلاب الأجانب بعد تصعيد واشنطن ضد هارفارد

في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين، أعلنت حكومة هونغ كونغ عزمها استقبال عدد أكبر من الطلاب الدوليين في جامعاتها، مع إيلاء أولوية خاصة لأولئك المتأثرين بقرار الإدارة الأميركية الذي استهدف جامعة هارفارد ومنعها من تسجيل الطلاب الأجانب.
ويأتي هذا التحرك كاستجابة مباشرة لقرار مثير للجدل صدر يوم الخميس عن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وجرى تعليقه لاحقًا بقرار قضائي مؤقت، بعد أن رفعت جامعة هارفارد دعوى قضائية احتجاجًا عليه.
القرار أحدث حالة من الغموض بشأن مستقبل آلاف الطلاب الأجانب الذين يشكلون مصدر دخل مهمًا للجامعات الأميركية، إذ تجاوزت مساهماتهم الاقتصادية 43.8 مليار دولار خلال العام الدراسي 2023-2024.
وزيرة التعليم في هونغ كونغ، كريستين شوي، دعت الجامعات المحلية إلى تقديم تسهيلات استثنائية لهؤلاء الطلاب، مشيرة إلى أن الحكومة ستسمح بتخفيف القيود المتعلقة بعدد الطلاب الأجانب بهدف تعزيز الجاذبية الأكاديمية للمدينة.
بدورها، سارعت جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا إلى تقديم مبادرات دعم مباشرة، من بينها عروض قبول غير مشروطة وإجراءات تسجيل مبسطة للطلاب الذين كانوا قد حصلوا على قبول في هارفارد أو يدرسون فيها بالفعل.
ويُعد الطلاب الصينيون من أكبر المجموعات الأجنبية في الجامعات الأميركية، حيث يقدر عددهم في هارفارد وحدها بنحو 1300 طالب، أي نحو خُمس العدد الإجمالي للطلاب الدوليين في الجامعة. وقد ظلت الجامعات الأميركية لعقود تُعتبر في الصين رموزًا للتميز الأكاديمي والحرية الفكرية.
القرار الأميركي جاء وسط اتهامات وجهها ترامب إلى هارفارد بانتهاج توجهات سياسية “معادية للسامية ومتواطئة مع الحزب الشيوعي الصيني”، وهو ما رفضته الجامعة بشدة، معتبرة ذلك تدخلاً سياسياً في شؤون التعليم العالي.
وفي المقابل، نددت بكين بما وصفته بـ”تسييس التعاون الأكاديمي”، محذرة من أن هذه السياسات ستؤثر سلبًا على صورة الولايات المتحدة ومكانتها كوجهة تعليمية عالمية.