الاقتصادية

راي داليو يقترح خريطة طريق لإنهاء النزاع التجاري بين أميركا والصين

حذّر الملياردير الأميركي الشهير راي داليو من استمرار التوترات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي يحمل مخاطر جسيمة على النظام الاقتصادي العالمي، ومقدماً تصورًا متكاملاً لحل هذه الأزمة.

في منشور عبر حسابه على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، أعرب داليو، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لصندوق التحوط العملاق “بريدج ووتر”، عن تفاؤله الحذر حيال بدء مفاوضات بين القوتين الاقتصاديتين، موضحاً أن هذه المحادثات “تتجاوز حدود التجارة إلى مسائل أعمق بكثير”.

وأشار داليو إلى رؤيته الشخصية قائلاً: “في أحلامي، أتصور أن تتمكن الولايات المتحدة والصين من تحقيق إعادة توازن رائعة، تُقلص فيها التجاوزات الاقتصادية غير المستدامة إلى مستويات معقولة يمكن الاستمرار عليها”.

وفي تحليله لأسباب الخلل القائم، أوضح داليو أن النموذج الحالي يقوم على معادلة خطرة: الأميركيون يشترون السلع الرخيصة المصنّعة في الصين، ممولين استهلاكهم عبر الاستدانة، بينما تفقد الولايات المتحدة قدراتها الصناعية الحيوية، مما تسبب في تضرر الطبقات المتوسطة والفقيرة، وخلق تبعية اقتصادية غير آمنة للمنتجات الصينية.

في المقابل، طورت الصين وعدد من الدول الأخرى اعتماداً مفرطاً على العائدات الناتجة عن استثماراتها في الأصول المالية الأميركية، وهو ما اعتبره داليو بدوره نمطًا غير صحي ولا يمكن استمراره طويلاً.

وحذر داليو قائلاً: “هذا الخلل الاقتصادي إما أن يُعالج بطريقة منسقة ومدروسة، أو سينتهي بانهيار اقتصادي موجع”.

وفي تفصيله لتشابك هذه التبعيات، لخص داليو الوضع بأن الولايات المتحدة تحولت إلى المستهلك والمقترض الأول عالمياً، بينما باتت الصين المُصنع والمُقرض الأكبر، مما خلق اعتماداً متبادلاً خطيراً بات يهدد الاستقرار العالمي.

و بحسب داليو، الحل يكمن في مجموعة من الخطوات المتبادلة:

تحتاج الولايات المتحدة إلى خفض العجز المالي، تعزيز صناعاتها الوطنية، تقليل الاستهلاك، وتخفيف أعباء ديونها.

بالمقابل، على الصين أن تخفض فوائضها، تقلل اعتمادها على التصدير، تزيد الاستهلاك الداخلي، وتخفف من مديونيتها.

وأشار إلى أن تنفيذ هذه الإصلاحات يجب أن يأخذ في الاعتبار الخصوصيات الداخلية لكل بلد، موضحًا أن طبيعة إدارة الاقتصاد تختلف بين البلدين: ففي الولايات المتحدة تقود السوق الحرة عملية الإنتاج، بينما في الصين تلعب الحكومات المحلية دوراً محورياً في دفع عجلة الإنتاج.

وختم داليو بالقول: “بالتعاون واتخاذ قرارات حكيمة ومدروسة، يمكن للطرفين تحقيق تقدم كبير نحو معالجة هذه الاختلالات، وحماية العالم من صدمات اقتصادية مدمرة”.

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى