معهد أكسفورد للطاقة: صادرات الغاز المسال العالمية ترتفع هامشياً مع تباين الواردات الإقليمية

في تقريره الفصلي، كشف معهد أكسفورد لدراسات الطاقة عن زيادة طفيفة في صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية خلال الربع الأول من عام 2025، حيث ارتفعت بنسبة 0.9% لتبلغ 148.7 مليار متر مكعب، مقارنة بـ147.37 مليار متر مكعب في الفترة نفسها من عام 2024.
وأفاد المعهد أن هذه الزيادة جاءت نتيجة ارتفاع صادرات 21 دولة مصدّرة للغاز، التي بلغ مجموع صادراتها 146.5 مليار متر مكعب، بزيادة سنوية قدرها 2.24 مليار متر مكعب.
في المقابل، تراجعت كميات الغاز المسال المعاد تصديره من الدول المستوردة بمقدار 0.92 مليار متر مكعب، لتصل إلى 2.2 مليار متر مكعب فقط.
و سجّلت الصين انخفاضاً لافتاً في وارداتها من الغاز الطبيعي المسال بنسبة 25% على أساس سنوي، حيث بلغت 20.2 مليار متر مكعب خلال الربع الأول من 2025، مقارنة بـ27 ملياراً في الفترة نفسها من العام الماضي.
هذا التراجع في الطلب الصيني خفف الضغط على الأسواق العالمية، وساعد في الحفاظ على استقرار الأسعار في أوروبا، وفقاً للمعهد.
في المقابل، ارتفعت واردات أوروبا من الغاز المسال بنحو 6 مليارات متر مكعب، مستفيدة من تراجع الواردات في الأسواق غير الأوروبية بمقدار 3.1 مليار متر مكعب. وساهمت موجات البرد المتكررة، إلى جانب انخفاض إنتاج الطاقة المتجددة، في زيادة الطلب الأوروبي خلال هذه الفترة.
ورغم التعافي الملحوظ في الطلب الأوروبي، إلا أن التوقعات تشير إلى تباطؤ محتمل في الطلب الصناعي خلال بقية عام 2025، وسط استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي وتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية، مما قد ينعكس سلباً على النمو الاقتصادي الأوروبي.
وقد أدى ذلك إلى تراجع أسعار الغاز بسرعة كبيرة، حيث انخفض مؤشر TTF الهولندي بنسبة 57% من 58 يورو/ميغاواط/ساعة في فبراير إلى 33 يورو في أبريل 2025.
توقع التقرير أن تشهد أوروبا استمراراً في ارتفاع وارداتها من الغاز المسال خلال الربع الثاني من 2025، مع سعيها لتجديد مخزوناتها في ظل محدودية العرض.
كما أشار إلى أن السوق قد تظل ضيقة نسبياً خلال صيف 2025، لكنها ستتجه نحو مرونة أكبر في عامي 2026 و2027، مع تحسن قدرة المنتجين على تلبية الطلب العالمي.
وفي سياق أوسع، أكدت وكالة الطاقة الدولية أن الطلب العالمي على الغاز سجل أعلى مستوى له على الإطلاق في عام 2024، ومن المتوقع أن يستمر في التوسع خلال عام 2025، مدعوماً بالنمو الاقتصادي المتسارع في الأسواق الآسيوية، التي شكّلت نحو 45% من الزيادة في الطلب العالمي خلال العام الماضي.
الصورة العامة تشير إلى سوق غاز عالمي متقلب، يتأثر بتغيرات جيوسياسية ومناخية، وسط مساعٍ أوروبية لتأمين الإمدادات واستقرار السوق على المدى المتوسط.