وكالة الطاقة الدولية: تباطؤ نمو مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي بسبب الحرب التجارية والاقتصاد الكلي

حذرت وكالة الطاقة الدولية (IEA) من أن نمو قطاع مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي قد يواجه تباطؤًا ملحوظًا في المستقبل، نتيجة لتفاقم الحرب التجارية العالمية وتزايد الشكوك المتعلقة بالاقتصاد الكلي.
في تقرير صدر يوم الخميس حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الطلب العالمي على الكهرباء، عرضت الوكالة نموذجًا يُسمى “حالة الرياح المعاكسة”، الذي يتوقع تباطؤًا في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي إذا استمرت الاختناقات العالمية، بما في ذلك التداعيات السلبية للاقتصاد الكلي.
تظهر تقديرات الوكالة في هذا النموذج أن توسيع القدرات الخاصة بمراكز البيانات قد يواجه تأخيرات بسبب انخفاض سرعة تبني الذكاء الاصطناعي عما كان متوقعًا، مع وجود اختناقات محلية وسلاسل توريد ضيقة.
وأكدت الوكالة أن هذه العوامل قد تؤدي إلى إعاقة التوسع في هذا القطاع مقارنةً بالتوقعات الأكثر طموحًا التي كانت تشير إلى تسارع في النمو.
ورغم هذه التحديات، فإن السيناريو الأساسي لوكالة الطاقة الدولية يتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات بحلول عام 2030 ليصل إلى حوالي 945 تيراواط/ساعة، وهو ما يعادل استهلاك اليابان حاليًا.
ومن المتوقع أن يكون الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي لهذه الزيادة، حيث يُتوقع أن يتضاعف الطلب على الكهرباء من مراكز البيانات المدعومة بالذكاء الاصطناعي بأكثر من أربعة أضعاف بحلول 2030.
من جانبها، أكدت لورا كوزي، مديرة التكنولوجيا في وكالة الطاقة الدولية، أن تصاعد الحرب التجارية يمكن أن يبطئ من نشر الذكاء الاصطناعي وتقدمه، حيث أن السياسات التجارية، خاصة تلك المتعلقة بالرسوم الجمركية، قد تؤجل بعض الاستثمارات في بناء مراكز البيانات.
في هذا السياق، أشار المحللون إلى أن السياسة التجارية الأمريكية قد تعيد ترتيب أولويات الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا، مما يضطرها إلى تأجيل بعض الإنفاق على التوسع لصالح التحوط من التعريفات الجمركية.
وبالتوازي مع ذلك، اتخذت الولايات المتحدة والصين خطوات تصعيدية في الحرب التجارية. ففي يوم الخميس، أعلن البيت الأبيض عن زيادة التعريفات الجمركية على السلع الصينية إلى 145% بعد تصعيد الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” للرسوم.
وردت الصين على هذا القرار بزيادة الرسوم الجمركية على كافة الواردات الأمريكية إلى 125% اعتبارًا من 12 أبريل، في خطوة اعتبرتها انتقامًا من الإجراءات الأمريكية.
وأكدت الصين في بيان رسمي أن هذه الزيادة جاءت رداً على سياسات “ترامب”، مشيرة إلى أن استمرار تصعيد الرسوم الجمركية سيؤدي إلى عواقب اقتصادية لا جدوى منها.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث تواجه الصين تحديات كبيرة على صعيد التجارة العالمية، وهو ما قد ينعكس بشكل مباشر على قطاع الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات التي تعتبر من المحركات الأساسية للنمو في الاقتصاد الرقمي العالمي.