الأسهم الأوروبية تهوي في مستهل الأسبوع وسط تصاعد النزاع التجاري

استهلت الأسواق الأوروبية تعاملات الأسبوع على انخفاض حاد، متأثرة باستمرار موجة البيع العالمية التي تصاعدت في نهاية الأسبوع الماضي نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.
وسجل مؤشر “ستوكس 600” الأوروبي تراجعًا بنسبة 6.16% ليصل إلى 465 نقطة بحلول الساعة 10:29 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة، مواصلاً مساره الهبوطي منذ بداية العام، حيث بلغت خسائره حتى الآن 8.25%.
وشهدت المؤشرات الرئيسية في أوروبا انخفاضًا جماعيًا حادًا، إذ تراجع مؤشر “فوتسي” البريطاني بنسبة 5.14% إلى 7641 نقطة، بينما خسر مؤشر “داكس” الألماني 6.95% من قيمته ليصل إلى 19207 نقاط، وهبط مؤشر “كاك” الفرنسي بنسبة 5.80% مسجلاً 6853 نقطة.
وتأتي هذه الخسائر امتدادًا لأداء الأسبوع الماضي، الذي سجل فيه مؤشر “ستوكس 600” انخفاضًا قدره 8.4% بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على كافة الدول، تبعتها الصين بإجراءات انتقامية شملت فرض رسوم مضادة يوم الجمعة.
وفي تطور لافت، أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الولايات المتحدة، إذا لم تُفضِ المفاوضات التجارية الجارية إلى نتائج إيجابية، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي العالمي ويزيد من الضغط على الأسواق.
وفي سياق آخر، تلقى سهم شركة “شل” البريطانية ضربة قوية، حيث تراجع بنسبة 7.11% ليصل إلى 23.05 جنيهًا إسترلينيًا، بعد أن خفّضت الشركة توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المسال خلال الربع الأول من عام 2025.
وأوضحت “شل” في بيانها أن الظروف الجوية السيئة في أستراليا أثرت على عملياتها، مشيرة إلى أن الإنتاج سيترواح بين 6.4 و6.8 مليون طن متري، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت بين 6.6 و7.2 مليون طن، ما يمثل تراجعًا عن إنتاج الربع الأخير من عام 2024 والذي بلغ 7.1 مليون طن.
تُظهر هذه التطورات هشاشة الأسواق العالمية أمام المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، في وقت تتزايد فيه المخاوف من الدخول في دوامة ركود إذا استمرت النزاعات التجارية دون حلول واضحة.