شهد الدولار الأمريكي تراجعًا في الأسواق الأوروبية اليوم الثلاثاء، مستأنفًا خسائره بالقرب من أدنى مستوياته في شهرين، وذلك وسط استمرار انخفاض العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.
و أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة تباطؤ النمو في الولايات المتحدة خلال الربع الأول من العام، مما عزز التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه إلى خفض أسعار الفائدة خلال النصف الأول من 2025.
ومع ذلك، يترقب المستثمرون المزيد من المؤشرات الاقتصادية والتصريحات من مسؤولي الفيدرالي لتأكيد هذا الاتجاه.
تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.15% ليصل إلى 106.56 نقطة، مقارنة بسعر الافتتاح عند 106.70 نقطة، في حين سجل أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 106.79 نقطة.
كان المؤشر قد سجل ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% يوم الاثنين، في ثاني مكسب يومي على التوالي، ضمن عمليات التعافي من أدنى مستوياته في شهرين عند 106.13 نقطة.
تواصل عوائد السندات الأمريكية انخفاضها، حيث تراجع العائد على سندات الخزانة لأجل عشر سنوات بنسبة 1.35%، ليصل إلى 4.335%، وهو أدنى مستوى في 11 أسبوعًا.
يأتي ذلك بعد بيانات أظهرت انكماشًا مفاجئًا في قطاع الخدمات الأمريكي خلال فبراير، مما يعزز المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد.
وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، فإن احتمال خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع مارس لا يزال مستقرًا عند 4.5%، في حين أن احتمال الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستواها الحالي يبلغ 95.5%.
يترقب المستثمرون اليوم صدور بيانات مهمة حول أسعار المنازل الأمريكية وثقة المستهلكين، والتي قد تؤثر على التوقعات المستقبلية للسياسة النقدية.
كما تحظى تصريحات مسؤولي الفيدرالي بمتابعة دقيقة، حيث يسعى المستثمرون لفهم مدى تقدم الفيدرالي في معركته ضد التضخم ومدى استعداده لتخفيف السياسة النقدية قريبًا.
يواجه الدولار الأمريكي ضغوطًا متزايدة مع استمرار التوقعات بخفض أسعار الفائدة، خاصة مع التباطؤ الواضح في الاقتصاد الأمريكي وتراجع عوائد السندات.
وفي ظل ترقب بيانات جديدة وتصريحات مسؤولي الفيدرالي، تبقى الأسواق في حالة ترقب لأي إشارات قد تحدد مسار الدولار في الفترة المقبلة.
