تنويع محافظ الاستثمار: البيتكوين والذهب كبديلين لحماية الأصول
يعد كل من الذهب والبيتكوين خيارين شائعين لتنويع وحماية المحافظ الاستثمارية ضد تقلبات الأصول التقليدية. بينما يمتلك الذهب تاريخًا طويلًا ويجمع بين خصائص الاستثمار والاستهلاك من خلال المجوهرات، تعتبر البيتكوين عملة جديدة نسبيًا بمسيرة أقل من عقدين من الزمن.
شهدت العملات المشفرة عامًا استثنائيًا حيث سجلت البيتكوين ارتفاعًا تاريخيًا تجاوز حاجز الـ 100 ألف دولار بعد الانتخابات الأمريكية، وسط توقعات بتوجهات سياسية من قبل الرئيس الأمريكي آنذاك، “دونالد ترامب”، تدعم السوق.
في المقابل، ارتفع سعر الذهب بنسبة 44% خلال العام، محققًا أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2787 دولارًا للأوقية في 30 أكتوبر.
من جانبه، يشير “إدموند موي”، المسؤول في “يو.إس موني ريزيرف”، إلى أن هناك فارقًا كبيرًا بين البيتكوين والذهب، حيث يملك الأخير تاريخًا يمتد لـ 5000 عام، بينما لا يتعدى عمر البيتكوين 15 عامًا. ويضيف أن ردود الأفعال تجاه ظروف السوق تختلف بين الأصولين.
وفي تصريح ل”جيروم باول”، رئيس الفيدرالي الأمريكي، فقد أكد أن العملات المشفرة لا تشكل تهديدًا للدولار الأمريكي، بل هي منافس للذهب.
ووفقًا له، تُستخدم البيتكوين مثل الذهب كأصل مضاربي، لكنها افتراضية ورقمية، وليست وسيلة دفع أو مخزن قيمة.
و أكد “مارك هاكيت”، رئيس أبحاث الاستثمار في “نيشن وايد”، أن البيتكوين والذهب ليسا فقط وسيلتين للتنوع في المحافظ الاستثمارية، بل هما أيضًا أدوات تحوط ضد تراجع قيمة الدولار الأمريكي.
أوضحت شركة “بلاك روك” أن تخصيص نسبة تصل إلى 2% من المحفظة للبيتكوين يمكن أن يكون خيارًا معقولًا ضمن محفظة استثمارية متنوعة.
بينما ينصح “توماس مارتن”، مدير المحافظ لدى “جلوبالت إنفسمنتس”، بتخصيص 10% من المحفظة للذهب، في حين أن نسبة البيتكوين قد لا تتجاوز 5%.
وحذر “مارتن” من أن البيتكوين، نظرًا لتاريخها القصير، يجب أن تكون جزءًا صغيرًا من المحافظ الاستثمارية، حيث قد يتعرض هذا الجزء لخطر فقدان قيمته بالكامل، بينما تبقى هناك فرصة لزيادة هذه القيمة بمعدل غير مسبوق بمرور الوقت.
أوضح “جورج ميلينغ-ستانلي”، كبير استراتيجي الذهب لدى “ستيت ستريت جلوبال أدفيزورس”، أن الذهب قد أظهر تاريخيًا قدرة كبيرة على حماية المستثمرين ضد التضخم وهشاشة أسواق الأسهم، فضلًا عن تقلبات العملات.
ولكن، لا يمكن تجاهل العوائد الكبيرة التي حققتها البيتكوين على الرغم من عمرها القصير.
وأشار “ميلينغ-ستانلي” إلى أن البيتكوين شهدت تقلبات أكثر حدة من الذهب خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، مما يعني أن المستثمرين يجب أن يكونوا على دراية بالمخاطر المرتبطة بهذه العملة الرقمية.
في ضوء رئاسة “دونالد ترامب”، قد تشهد أسعار الذهب زيادات بسبب فرض التعريفات الجمركية، مما سيدفع بعض المستثمرين نحو البيتكوين والذهب كملاذات آمنة وسط بيئة اقتصادية غير مستقرة.
ومع ذلك، يجب على المستثمرين الذين يسعون لتنويع محافظهم الاستثمارية أن يتذكروا أن التنويع ليس ضمانًا للقضاء على المخاطر، خاصة في ظل تقلبات البيتكوين العالية.
