مخاوف أوروبية من التوسع الصيني في الموانئ العالمية، والمغرب في دائرة الاستهداف

أفادت صحيفة “لوموند” الفرنسية في تقريرها الأخير أن التحركات الصينية في قطاع الموانئ العالمية أصبحت تثير القلق في أوروبا والعديد من الدول الأخرى.
ووفقًا للبيانات التي نشرتها الصحيفة، تعمل الصين على بناء شبكة من الموانئ الاستراتيجية حول العالم، بما في ذلك ميناء الدار البيضاء وميناء طنجة المتوسط في المغرب، وهما من أهم الموانئ في شمال أفريقيا.
وفي ظل هذا التوسع، قامت الشركات الصينية، وخاصة العملاق “كوسكو” للشحن البحري، بالاستحواذ على موانئ استراتيجية في عدة دول، مثل استحواذ “كوسكو” على 67% من محطات الحاويات في ميناء بيرايوس بأثينا في 2021، و60% من أحد الموانئ الكبرى في بيرو بقيمة 3 مليار يورو. هذه الخطوات تكشف عن تصاعد النفوذ الصيني في قطاع الموانئ.
الصين، من خلال استراتيجية “طرق الحرير الجديدة” التي أُطلقت في 2013، استحوذت على حصص كبيرة في موانئ عديدة حول العالم، تراوحت بين 20% و49%، بهدف توسيع نطاق هيمنتها التجارية.
وبجانب السيطرة على الموانئ، توسعت الصين في إنشاء الطرق البرية والسكك الحديدية، مما يزيد من قدرتها على السيطرة على حركة التجارة العالمية.
ووفقًا لصحيفة “لوموند”، يهدف هذا التوسع إلى تعزيز مكانة الصين كقوة اقتصادية وعسكرية عالمية بحلول 2049. واليوم، تدير الصين 8 من أكبر 20 ميناء حاويات في العالم، بما في ذلك موانئ شنغهاي ونينغبو وشنتشن، فضلاً عن تفوقها في صناعة بناء السفن الحاويات، حيث تسيطر على 70% من السوق.
لكن وراء هذا التوسع الاقتصادي، يرى بعض المراقبين أن الصين تهدف إلى ضمان السيطرة على النقاط الاستراتيجية البحرية لضمان حماية مصالحها الاقتصادية والعسكرية، كما ينعكس ذلك في استثماراتها في موانئ مثل أنتويرب وروتردام وهامبورغ في أوروبا، إضافة إلى توسعها في منطقة الشرق الأوسط وسريلانكا.
كما أن ارتباط الشركات البحرية الصينية بالجيش الصيني وتطوير منصات إطلاق صواريخ على سفن الحاويات يزيد من القلق الدولي، خاصة مع وضع الولايات المتحدة لشركات “كوسكو” و”CIMC” على قائمة المراقبة السوداء في بداية عام 2025.
هذه التحركات تجعل الصين لاعبًا محوريًا في التجارة العالمية، حيث تسيطر على ممرات بحرية استراتيجية مثل قناة بنما، مما يعزز من قوتها في التحكم في عمليات التجارة الدولية.