المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي يدعو إلى إعادة توجيه الأولويات في قطاع النقل
بينما يستعد المغرب لاستضافة تظاهرات كبرى مثل كأس العالم 2030، يشتد النقاش حول مستقبل قطاع النقل، وخاصة التنقل المستدام.
ففي الوقت الذي تبدو فيه الحكومة عازمة على تطوير البنيات التحتية، يرى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي أن هناك حاجة ملحة لإعادة توجيه الأولويات نحو تلبية الحاجيات الحقيقية للمواطنين.
خلال افتتاح معرض التنقل المستدام “Green Impact Expo 2025” بالدار البيضاء، أعرب الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، يونس بنعكي، عن قلقه بشأن التركيز المفرط على البنية التحتية للطرق والمركبات الشخصية، على حساب النهج الذي يراعي احتياجات المواطنين.
وأقر بنعكي بالمنجزات التي تحققت في قطاع النقل، لكنه شدد على أن التحدي الرئيسي ما يزال قائماً، حيث يواجه العديد من المواطنين صعوبات في الوصول إلى وسائل النقل الكافية، مما يضطرهم إلى الابتعاد عن المراكز الحضرية.
وأشار إلى أن هذا الوضع يهدد بتعميق التفاوتات الاجتماعية، حيث يضطر المواطنون إلى اللجوء إلى بدائل غير مهيكلة ومكلفة، مع ما يصاحب ذلك من مشاكل التلوث وتأثيرات سلبية على البيئة.
ودعا بنعكي إلى إعادة النظر في قطاع النقل، من خلال تبني نهج أكثر تكاملاً وشمولاً، يعطي الأولوية للحلول الملائمة للواقع الاجتماعي والاقتصادي، ويشجع على بدائل مستدامة للمركبات الشخصية ومحركات الوقود الأحفوري.
وشدد على ضرورة تطوير “التنقل النشط”، من خلال تحسين البنية التحتية للدراجات الهوائية وتسهيل بدائل المركبات الفردية، مع إعطاء الأولوية للحلول الكهربائية على المدى القصير.
ويعتبر معرض Green Impact Expo 2025، الذي يمتد لثلاثة أيام، منصة هامة للتبادل والنقاش بين مختلف الجهات الفاعلة في قطاع التنقل المستدام، ويسعى إلى تحفيز الابتكار وتطوير حلول مستدامة في هذا المجال.
يبقى قطاع النقل في المغرب على مفترق طرق، حيث يواجه تحديات كبيرة في تحقيق التوازن بين تطوير البنية التحتية وتلبية احتياجات المواطنين.
ومع اقتراب تظاهرات كبرى مثل كأس العالم 2030، يصبح من الضروري اعتماد رؤية استراتيجية متكاملة، تضمن تحقيق تنقل مستدام وشامل للجميع.
