النجاح في فن التفاوض: كيف استخدم ترامب الرسوم الجمركية للتلاعب بكندا والمكسيك
![النجاح في فن التفاوض: كيف استخدم ترامب الرسوم الجمركية للتلاعب بكندا والمكسيك 1 trump 1 Detafour](https://detafour.com/wp-content/uploads/2025/02/trump-1-780x470.jpg)
أكدت المستثمرة الأمريكية كودي سانشيز في منشور لها على موقع تويتر –المعروف سابقاً باسم إكس– كيف استطاع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استغلال نقاط الضعف الاقتصادية لدى كندا والمكسيك لتحقيق أهدافه في مفاوضات الرسوم الجمركية.
وأوضحت سانشيز أن نجاح ترامب لم يكن وليد الحظ، بل كان نتيجة لإجادة فن التفاوض وتحويل العجز التجاري إلى ورقة رابحة.
بحسب البيانات الحكومية التي استندت إليها سانشيز، شهد العجز التجاري الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً في عام 2024، حيث وصل العجز مع الصين إلى 295 مليار دولار مقارنة بـ279 مليار دولار في العام السابق.
وأضافت أن العجز مع المكسيك ارتفع إلى 172 مليار دولار مقابل 152 مليار دولار في 2023، مدفوعاً بتجارة السيارات وقطع الغيار والإلكترونيات والمنتجات الزراعية.
وفي حين بلغ العجز مع كندا حوالي 63 مليار دولار، بقي هذا الرقم ثابتاً تقريباً على أساس سنوي.
وأشار التقرير إلى أن هذه الأسواق الثلاثة تُشكل أكثر من ثلث الواردات إلى الولايات المتحدة، حيث تتجاوز قيمة التجارة معهم تريليون دولار سنوياً، مما يؤكد أهميتها في الموازين الاقتصادية للدول المعنية.
وأوضحت سانشيز أن الهدف الرئيسي من فرض الرسوم الجمركية كان تسوية الفجوة التجارية، إذ حول ترامب هذا العجز إلى ركيزة تفاوضية قوية، خاصة وأن التجارة مع كندا تمثل 67% من الناتج المحلي الإجمالي لها، ومع المكسيك 73%، ومع الصين 37%، مقابل 24% فقط في الاقتصاد الأمريكي.
وفي سرد لتفاصيل المفاوضات، ذكرت سانشيز أنه في الأول من فبراير 2025 قام ترامب بتطبيق تعريفات جمركية نسبتها 25% على واردات كندا والمكسيك، و10% على واردات الصين، على أن تدخل هذه الإجراءات حيز التنفيذ ابتداءً من 4 فبراير.
تلت هذه الخطوة إعلان كندا في اليوم التالي عن رسوم مضادة بقيمة 155 مليار دولار، ثم وافقت كلاً من كندا والمكسيك على توقيع اتفاقيات أمن الحدود، مما أسفر عن تعليق الرسوم الجمركية المفروضة عليهما لمدة 30 يوماً، في حين استمرت التعريفات على الصين.
كما تصاعدت التوترات مع الصين التي فرضت رسومها المضادة في 4 فبراير، وتبعتها المكسيك في 6 فبراير بإعلان نيتها إعادة التفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية الثلاثية مع الولايات المتحدة، رداً على التهديدات الجمركية.
وأوضحت سانشيز أن هذه الاستراتيجية جاءت وفقاً لمبادئ “فن التفاوض”، حيث تم أولاً استخدام التهديد بالرسوم الجمركية لإحداث أزمة تضع الأطراف المنافسة في موقف ضعيف، ثم تم تحديد موعد نهائي لتطبيق الضغوط الاقتصادية، مما أجبر كندا والمكسيك والصين على الدخول إلى طاولة المفاوضات لتجنب خسائر أكبر.
وأشارت إلى أن الخطوة التالية كانت إيجاد مخرج للأزمة، مستشهدة بمقولة صن تزو: “أعطِ عدوك جسراً للتراجع عليه”، ما ساهم في الوصول إلى اتفاق ملموس.
واختتمت سانشيز منشورها بالتأكيد على أن الهدف النهائي من هذه التحركات هو تحقيق مكاسب استراتيجية من خلال توقيع اتفاقيات تجارية جديدة وتعزيز إجراءات حماية الحدود، مما يبرهن على براعة ترامب في تحويل نقاط الضعف الاقتصادية إلى فرص تفاوضية ناجحة.