أسعار الذرة تواصل ارتفاعها بدعم من نقص المعروض والمخاوف التجارية
واصلت أسعار الذرة ارتفاعها خلال تداولات يوم الإثنين، مستفيدة من المكاسب القوية التي حققتها في الشهر الماضي، وذلك نتيجة لتراجع الإنتاج في البرازيل والأرجنتين، ثاني وثالث أكبر مصدرين للذرة عالميًا.
خلال شهر يناير، سجلت أسعار الذرة العالمية ارتفاعًا بنحو 30 دولارًا للطن، أي ما يعادل 15%، بسبب الجفاف الحاد الذي ضرب المناطق الزراعية الرئيسية في البرازيل والأرجنتين.
ويهدد هذا الارتفاع بزيادة تكاليف الأعلاف المصنعة في الأسواق المحلية، نظرًا لاعتمادها الكبير على الذرة كعنصر أساسي.
في الأرجنتين، قفزت أسعار الذرة إلى 235 دولارًا للطن (بدون تكاليف الشحن) في نهاية يناير، مقارنة بـ 205 دولارات للطن في نهاية 2024، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 15%.
ويضاف هذا الارتفاع إلى سلسلة المكاسب المستمرة منذ يوليو 2024، حيث كانت الأسعار آنذاك عند 180 دولارًا للطن. وبذلك، تكون أسعار الذرة قد ارتفعت بنحو 55 دولارًا للطن خلال الأشهر السبعة الماضية، أي بنسبة 31%.
لا تزال المخاوف قائمة بشأن تأثير الجفاف على المحصول العالمي، خاصة في الأرجنتين، التي تواجه نقصًا حادًا في الأمطار، ما قد يحد من الكميات المخصصة للتصدير. ورغم تساقط بعض الأمطار مؤخرًا، إلا أنها لم تكن كافية لتخفيف مخاطر تراجع الإنتاج.
أما في البرازيل، فقد تأثرت المحاصيل الزراعية – بما في ذلك الذرة – بموجات جفاف وحرائق واسعة، مما فاقم أزمة الإمدادات العالمية.
و تأتي هذه الارتفاعات وسط تصاعد التوترات التجارية العالمية، حيث فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من المكسيك وكندا والصين اعتبارًا من هذا الشهر.
وقد ردّت تلك الدول بالمثل، ما يهدد باندلاع حرب تجارية قد تؤثر على تدفقات السلع الغذائية، بما في ذلك الذرة.
حركة الأسواق
الذرة: ارتفعت العقود الآجلة للذرة تسليم مارس بنسبة 1.3% عند التسوية لتصل إلى 4.88 دولار للبوشل.
الصويا: صعدت العقود الآجلة للصويا تسليم مارس بنسبة 1.4% لتصل إلى 10.58 دولار للبوشل.
القمح: سجلت العقود الآجلة للقمح تسليم مارس ارتفاعًا بنسبة 1.3% لتبلغ 5.66 دولار للبوشل.
و مع استمرار الأزمات المناخية والتوترات التجارية، تبقى أسعار الذرة مرشحة لمزيد من التقلبات خلال الفترة المقبلة، في ظل ترقب الأسواق لأي تطورات قد تؤثر على الإنتاج والتجارة العالمية.