اليورو يواصل التراجع وسط تصاعد المخاوف التجارية مع الولايات المتحدة
شهد اليورو انخفاضًا في التعاملات الأوروبية يوم الثلاثاء، متكبدًا خسائره لليوم السادس على التوالي أمام الدولار الأمريكي، حيث اقترب من أدنى مستوياته في ثلاثة أسابيع.
ولا تزال العملة الأوروبية الموحدة تحت الضغط بفعل تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق المالية.
في خطوة مفاجئة، قرر ترامب تعليق تنفيذ رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، بعدما استجاب البلدان لمطالب واشنطن عبر تشديد الرقابة الحدودية وتعزيز جهود مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات.
لكن في المقابل، بدأت الولايات المتحدة رسميًا بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على السلع الصينية، ما يهدد بتصعيد جديد في الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، خاصة في ظل عدم وجود أي بوادر للتهدئة بين واشنطن وبكين.
تراجع اليورو أمام الدولار بنسبة 0.7% ليصل إلى 1.0271$، مقارنة بسعر افتتاح التداول عند 1.0343$، بعد أن سجل أعلى مستوى عند 1.0351$.
أنهى اليورو تعاملات الاثنين منخفضًا بنسبة 0.15%، ليحقق خامس خسارة يومية على التوالي، حيث بلغ أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع عند 1.0210$، متأثرًا بتصاعد التوترات التجارية.
و في تصريحات مثيرة، أشار ترامب يوم الأحد إلى أن الاتحاد الأوروبي سيكون “هدفه التالي” في معركته التجارية، دون تحديد إطار زمني واضح لتنفيذ أي إجراءات.
وقال ترامب:
“الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي ستحدث بالتأكيد. إنهم يستغلوننا، لدينا عجز يزيد عن 300 مليار دولار. لا أستطيع تحديد متى بالضبط، لكنه سيكون قريبًا جدًا.”
كما انتقد ترامب السياسات التجارية الأوروبية، مشيرًا إلى أن الاتحاد لا يفتح أسواقه بشكل عادل أمام المنتجات الأمريكية، حيث قال:
“إنهم لا يأخذون سياراتنا، ولا منتجاتنا الزراعية، بينما نسمح لهم بتصدير ملايين السيارات وكميات هائلة من الأغذية والمنتجات الزراعية إلى الولايات المتحدة.”
من جهته، أكد قادة الاتحاد الأوروبي خلال قمة غير رسمية في بروكسل يوم الاثنين أنهم مستعدون للرد في حال فرضت الولايات المتحدة تعريفات جمركية جديدة.
ومع ذلك، شدد القادة الأوروبيون على أهمية التفاوض والتعامل بعقلانية لتجنب تصعيد الصراع التجاري، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة تظل الشريك التجاري والاستثماري الأكبر للاتحاد الأوروبي.
يترقب المستثمرون تطورات هذه التهديدات وتأثيرها المحتمل على الأسواق، وسط مخاوف من تصاعد التوترات التجارية العالمية وتأثيرها السلبي على الاقتصاد الأوروبي.