العملات

اليورو يتراجع إلى أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع بسبب تصاعد التوترات التجارية

شهد اليورو تراجعًا حادًا في الأسواق الأوروبية يوم الاثنين، حيث فقد قرابة 1.5% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي، مسجلًا أدنى مستوى له في ثلاثة أسابيع.

جاء هذا الانخفاض في ظل استمرار الخسائر للخامس يوم على التوالي، وذلك بسبب تصاعد التوترات التجارية العالمية وزيادة العزوف عن المخاطرة في الأسواق، مما أدى إلى تسارع عمليات بيع الأصول ذات المخاطر العالية.

فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 25% على وارداتها من كندا والمكسيك، وبنسبة 10% على الصين، في إطار سياسة تجارية أكثر تشددًا.

وأكد الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” أن الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية ستُفرض حتمًا، مما أثار مخاوف من تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وحلفائها التجاريين.

أشار صناع السياسات النقدية في البنك المركزي الأوروبي إلى احتمالية زيادة التيسير النقدي خلال العام الجاري، مما عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأوروبية في مارس المقبل.

وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الرئيسية في أوروبا لشهر يناير، والتي ستلعب دورًا محوريًا في تحديد اتجاه السياسة النقدية المستقبلية.

و تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنحو 1.5% ليصل إلى 1.0210 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 13 يناير الماضي. وكان سعر الإغلاق في تعاملات الجمعة السابقة عند 1.0350 دولار، بينما بلغ أعلى مستوى خلال تعاملات يوم الاثنين 1.0270 دولار.

كما أنهى اليورو تعاملات الجمعة منخفضًا بنسبة 0.3% مقابل الدولار الأمريكي، في رابع خسارة يومية على التوالي، وذلك بسبب توقعات خفض أسعار الفائدة الأوروبية في مارس.

وخسر اليورو الأسبوع الماضي حوالي 1.3% من قيمته مقابل الدولار الأمريكي، وهي أول خسارة أسبوعية خلال ثلاثة أسابيع، وأكبر خسارة أسبوعية منذ نوفمبر الماضي، وذلك بسبب مخاوف اتساع فجوة أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة.

أكد البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” يعتزم المضي قدمًا في فرض رسوم جمركية تصل إلى 25% على المكسيك وكندا، و10% على الصين، وذلك رغم التقارير التي أشارت إلى احتمال تأجيل التنفيذ.

وقد تعهدت كندا والمكسيك، أكبر شريكين تجاريين للولايات المتحدة، باتخاذ إجراءات انتقامية، بينما أعلنت الصين أنها ستطعن على هذه الرسوم في منظمة التجارة العالمية.

و خلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بفرض رسوم جمركية شاملة كجزء من خطته لإعادة تشكيل الاقتصاد الأمريكي وعلاقاته التجارية مع الدول الأخرى.

ومع تصاعد التوترات التجارية، قال ترامب إن الرسوم الجمركية على السلع الأوروبية ستُفرض حتمًا، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.

أكد “جون هاردي”، كبير استراتيجيي الاقتصاد الكلي في ساكسو بنك، أن استمرار هذه الإجراءات الجمركية والردود المضادة قد يؤدي إلى حرب تجارية فعلية، مع تداعيات سلبية على النمو الاقتصادي العالمي، واستقرار الأسعار، وسلاسل التوريد.

وأشار إلى أن هذه التحركات الحمائية تشكل أكبر تحرك من نوعه منذ ما يقرب من قرن، مما يزيد من مخاطر الاضطرابات الاقتصادية العالمية.

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى