تراجع الأسهم الأوروبية وسط قلق من ارتفاع عوائد الديون واحتمالات نشوب حرب تجارية
شهدت الأسهم الأوروبية تراجعًا في بداية تعاملات الأسبوع، مدفوعة بارتفاع عوائد الديون السيادية في منطقة اليورو والمملكة المتحدة، وسط ضبابية كبيرة حول السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى، بالإضافة إلى المخاوف من احتمالات نشوب حرب تجارية عالمية إثر تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب “دونالد ترامب”.
هبط مؤشر “ستوكس يوروب 600” بنسبة 0.57% إلى 508 نقاط ، في وقت سجلت غالبية القطاعات أداءً سلبيًا.
كما تراجعت مؤشرات الأسهم في بعض الأسواق الرئيسية، حيث هبط مؤشر “فوتسي” البريطاني بنسبة 0.32% إلى 8221 نقطة، بينما انخفض مؤشر “داكس” الألماني بنسبة 0.38% إلى 20138 نقطة، وتراجع مؤشر “كاك” الفرنسي بنسبة 0.52% إلى 7396 نقطة.
وتعكس أسواق المال الأوروبية تدهورًا في معنويات المستثمرين في ظل تزايد المخاوف بشأن الآفاق الاقتصادية العالمية، في وقت تزايدت التوقعات بتباطؤ سياسات التيسير النقدي في الاقتصادات الكبرى بعد عودة التضخم إلى الارتفاع مجددًا.
على الجانب الآخر، زادت المخاوف بسبب تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب بفرض رسوم جمركية إضافية على دول الاتحاد الأوروبي والصين وكندا والمكسيك بعد توليه الرئاسة في العشرين من يناير الجاري، ما يهدد بإشعال حرب تجارية عالمية قد تؤثر سلبًا على اقتصادات هذه الدول.
فيما استمرت عوائد الديون السيادية في الارتفاع في منطقة اليورو والمملكة المتحدة، مع تزايد القلق بشأن قدرتها على جذب الاستثمارات في ظل هذه الأوضاع المتقلبة.
حيث سجل عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات -المعيار الأوروبي- زيادة قدرها 3.6 نقطة أساس، ليصل إلى 2.610%، مسجلًا أعلى مستوى له منذ نونبر 2023.
كما ارتفع عائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات 3.9 نقطة أساس إلى 4.882%، بعدما وصل في بداية الجلسة إلى 4.895%، في حين صعد عائد السندات البريطانية لأجل 30 عامًا بواقع 4.1 نقطة إلى 5.448%.
هذه التغيرات تشير إلى تصاعد المخاوف بشأن قدرة حكومة حزب العمال في المملكة المتحدة على إدارة الدين العام في ظل الظروف الحالية، والتي تتضمن تقليص الإنفاق العام واتباع سياسات تقشفية ضمن الميزانية التي تم إقرارها في أكتوبر الماضي، في وقت ترتفع فيه تكاليف الاقتراض.