تعافي أسعار البيتكوين رغم تحديات السوق وتوقعات بارتفاع أسعار الفائدة
شهدت العملة الرقمية “البتكوين” ارتفاعًا بنسبة تقارب 3% خلال تداولات يوم الجمعة، في محاولة للتعافي من أدنى مستوى لها خلال شهرين.
جاء هذا الصعود مدفوعًا بعمليات شراء مكثفة عند المستويات المنخفضة، مع دعم قوي عند حاجز 90,000 دولار.
رغم المكاسب المحققة، لا تزال عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات تشكل ضغطًا على أداء الأصول الرقمية.
و يأتي ذلك في ظل ترقب الأسواق لبيانات حاسمة عن سوق العمل الأمريكي، والتي من المتوقع أن تقدم إشارات واضحة حول مسار أسعار الفائدة التي سيتبعها الاحتياطي الفيدرالي خلال الربع الأول من العام.
سجلت البتكوين في بورصة “بتستامب” ارتفاعًا بنحو 2,693 دولارًا (ما يعادل 3.0%) لتصل إلى 95,238 دولارًا، مقارنة بسعر افتتاح اليوم البالغ 92,545 دولارًا. وكان أدنى سعر مسجل خلال اليوم عند 92,465 دولارًا.
التداول السابق: عند تسوية الخميس، تراجعت البتكوين بنسبة 1.95%، مسجلة خسارتها اليومية الثالثة على التوالي وأدنى مستوى لها في شهرين عند 91,215 دولارًا، نتيجة عزوف المستثمرين عن المخاطرة.
و ارتفعت القيمة السوقية الإجمالية للعملات الرقمية بأكثر من 115 مليار دولار يوم الجمعة لتصل إلى 3.473 تريليون دولار. يعكس هذا الانتعاش تحسنًا في أداء البتكوين وعملات رقمية رئيسية أخرى، ما يعيد الثقة إلى السوق بعد تراجعات متتالية.
شهد العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ارتفاعًا بنسبة 0.5% يوم الجمعة، ليستأنف صعوده بعد توقف مؤقت نتيجة عمليات تصحيح. وكان العائد قد سجل أعلى مستوياته خلال تسعة أشهر عند 4.730%.
هذا الاتجاه يعكس مراهنة المتداولين على أن الاحتياطي الفيدرالي لن يكون سريعًا في خفض أسعار الفائدة، خاصة بعد ظهور بيانات تعزز قوة الاقتصاد الأمريكي.
وفقًا لكريس ويستون، رئيس قسم الأبحاث في “بيبرستون”، فإن العلاقة بين أسعار الفائدة وسوق العملات المشفرة ليست واضحة لدى العديد من المستثمرين. وأضاف: “سيتساءل كثيرون عن العوامل التي تحرك العملات الرقمية في هذا السياق”.
تُظهر هذه التحركات أن سوق العملات المشفرة لا يعمل بمعزل عن الاقتصاد الكلي، حيث تتأثر الأسعار بشكل كبير بعوامل مثل عائدات السندات والسياسات النقدية، مما يستوجب من المستثمرين متابعة متغيرات السوق بعناية أكبر.