تاسي على شفير الانهيار… السوق السعودي يواصل النزيف وسط سيولة محدودة

تواصل البورصة السعودية مواجهة ضغوط قوية، حيث سجل مؤشر “تاسي” تراجعًا اليوم الثلاثاء ليغلق عند 10,441.27 نقطة، منخفضًا بنسبة 0.5%، مقتربًا من أدنى مستوى له خلال 52 أسبوعًا عند 10,421.23 نقطة.
هذا القرب من مستوى الدعم الحرج يعكس هيمنة عمليات بيع مكثفة وسط سيولة محدودة للغاية.
على مدار العام، خسر المؤشر نحو 12.7% من قيمته، بينما شهدت الأشهر الستة الأخيرة انخفاضًا بنسبة 11.8%، ومع الشهر الماضي فقط انخفض بنسبة 4.5%، وهو ما يعكس نزيفًا مستمرًا في رأس المال السوقي.
الجلسة الحالية سجلت تراجعًا قدره 55.78 نقطة، مع تداولات ضعيفة لم تتجاوز 151.5 مليون سهم، ويقع المؤشر أدنى جميع المتوسطات المتحركة الرئيسية (50 و200 يوم)، ما يعزز الصورة الهابطة التي تسيطر على السوق.
تظهر البيانات الفنية صورة قاتمة، إذ بلغ مؤشر القوة النسبية RSI على إطار الساعة 16.16، في حين سجل مؤشر StochRSI مستوى صفر، ما يشير إلى تشبع بيع شديد. كما أرسلت جميع المتوسطات المتحركة إشارات بيع مؤكدة، وفق بيانات منصة WarrenAI.
المؤشر حاليًا عند مستوى الدعم 10,429 نقطة، وأي كسر له قد يفتح المجال لتراجعات غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة.
وفي المقابل، بلغ معدل التقلب السنوي المحقق 6.8% فقط، ما يعكس تردد السيولة وضعف ثقة المستثمرين على المدى القصير.
رغم المزاج السلبي في السوق، أظهرت البيانات أن المستثمرين الأجانب شكلوا 41% من إجمالي المشتريات في الأسبوع الأخير من أغسطس، وهي نسبة تاريخية، في حين يواصل المستثمرون المحليون التراجع بسبب ضغوط أسعار النفط.
وتظل الأسواق متجهة نحو التشاؤم، مع وصول مكررات الربحية إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات، لكن بعض القطاعات مثل البنوك (SNB) والاتصالات (STC) تستمر في تحقيق نمو سنوي قوي في الأرباح بنسبة +11% و+13% على التوالي.
يعيش مؤشر “تاسي” حالة تشبع بيع تاريخية دون ظهور مؤشرات انعكاس قوية، مع تمركز الدعم الرئيسي عند 10,429 نقطة كنقطة فاصلة. أي كسر لهذا المستوى قد يفاقم الذعر، بينما أي ارتداد محتمل سيكون ضعيفًا ما لم تتحسن السيولة ويتغير مزاج المستثمرين.
وفي الوقت الذي يواصل فيه الأجانب اقتناص الفرص، تظل السوق تواجه رياحًا معاكسة قوية بفعل انخفاض أسعار النفط وتراجع ثقة المستثمر المحلي. السيناريو الوحيد لارتداد قصير الأجل يكمن في ضخ سيولة كبيرة مفاجئة أو تحسن ملحوظ في أسعار النفط العالمية.