الشركات

هل يسيء الجيل زد استخدام الذكاء الاصطناعي في التقدم للوظائف؟

رصد عدد من المتخصصين في مجال الاستشارات المهنية والشركات ومؤسسات التوظيف تزايد اعتماد أبناء الجيل زد على أدوات الذكاء الاصطناعي في عدد من جوانب الحياة، وخاصة في إعداد خطابات التوظيف، والإجابة عن أسئلة طلبات العمل.

وأشارت “شوشانا ديفيس” مؤسسة شركة “فيري جوب ماذر” للاستشارات المهنية، إلى أن إحدى المشكلات الرئيسية الحالية هي اعتماد أبناء هذا الجيل -الجيل الذي وُلد بين عامي 1996 و2012- على تقنيات الذكاء الاصطناعي خاصة روبوت الدردشات “شات جي بي تي”، ولا يستخدمونه سواء على نحو صحيح أو فعال.

وقالت إنها تواصلت مع عدد من الشركات التي تُعيّن ما بين 10 إلى ألف موظف من الجيل زد سنوياً، ووجدت أن أصحاب العمل يحصلون على مئات من خطابات التوظيف المتطابقة تماماً، وإجابات متماثلة على أسئلة طلبات التوظيف، وإنه يشتبه في أن يكون ذلك نتيجة لاستخدام تطبيق “شات جي بي تي”.

هل تقتصر إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي على طلبات التوظيف؟

أجرت منصة “كانفا” المتخصصة في إعداد الرسوم والتصميمات عبر الإنترنت استطلاعاً في يناير الماضي، تضمن آراء 5 آلاف مدير توظيف، ونفس العدد من الباحثين عن عمل في دول منها الولايات المتحدة، والهند، وألمانيا، وإسبانيا، وفرنسا، والمكسيك، والبرازيل؛ وكشف عن استخدام 45% من طالبي التوظيف للذكاء الاصطناعي سواء في إعداد السير الذاتية، أو تحديثها، أو تعزيزها.

وعلى صعيد آخر، أظهر استطلاع أجرته منصة “جرامرلي” في فبراير الماضي، أن الجيل زد يعد أكثر ميلاً لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث أفاد 61% من أبناء الجيل بأنه ليس باستطاعتهم تخيل إنجاز مهام العمل دون هذه التقنيات، وأن تلك النسبة هي الأعلى بين الأجيال المختلفة.

وحسبما يوضح الموقع الإلكتروني لشركة “أوبن إيه آي” مطورة روبوت الدردشة، فإن “شات جي بي تي” غير متصل بالإنترنت، ويمكن أن يوفر إجابات غير صحيحة في بعض الأحيان، كما أنه يمتلك معرفة محدودة بشأن تطورات الأحداث التي وقعت بعد عام 2021، لذا فقد ينتج محتوى متحيزا من حين لآخر.

2ec6eb22 1289 49de ab59 f49f5fb6b75c Detafour

كيف تتعامل الشركات مع الأمر؟

ذكرت “ديفيس” أن نَسخ إجابات “شات جي بي تي” في طلبات التوظيف يُضعف فرص المرشحين في القبول، حيث لا يوفر التطبيق معلومات موثوقة طوال الوقت، وحذرت من اعتماد الشباب على التقنية الرائدة في البحث عن الوظائف أو إعداد طلبات التقديم، وأوضحت أنه يمكن الاستعانة بها كأدوات فقط.

وهذا يتفق مع وجهة نظر “ميشيل ريسدوروف” مديرة قطاع إلينوي وإنديانا في شركة التوظيف الأمريكية “روبرت هاف”، والتي ذكرت أنها تسفيد من “شات جي بي تي” في مساعدتها على تنظيم المستندات، والعصف الذهني للأفكار، وإعداد المسودات، لكن دون نسخ إجابات التطبيق نصاً.

وأشارت إلى أن القائمين على التوظيف باستطاعتهم كشف ما إذا كان الشخص يدرج تفاصيل لا تتعلق بخبراته المهنية السابقة في سيرته الذاتية، أو اعتماده على صياغة آلية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى