هل حان وقت خفض أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة ؟
توقيت خفض أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة يثير جدلًا فى أسواق المال العالمية ،خاصة بعد ارتفاع أسعار المستهلكين الأمريكيين المفاجئ فى ديسمبر ،وبيانات سوق العمل القوية الصادرة مؤخرًا ،فى أحدث الأدلة على قوة ومرونة أكبر اقتصاد فى العالم.
تلك المرونة تضغط على مجلس الاحتياطي الفيدرالي للحفاظ على السياسة النقدية المشددة أطول فترة ممكنة ،وتقلل من احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى وقت مبكر من هذا العام.
وبناءًا على ذلك ،أكد بعض أعضاء لجنة السياسة النقدية بالمركزي الأمريكي ،أنه من السابق لأوانه الاعتقاد بأن خفض سعر الفائدة القياسية على الأموال الفيدرالية أصبح قريبًا.
وأشاروا إلى أن البيانات الاقتصادية التي ستصدر فى الفترة المقبلة هي التي ستوجه قرارهم بشأن توقيت خفض أسعار الفائدة ،وأكدوا أنهم لم يروا أدلة كافية حتى الآن لبدء تخفيف السياسة النقدية.
تراجعت احتمالات خفض أسعار الفائدة في مارس بشدة في الفترة الأخيرة، إذ انخفضت إلى أقل من 50% يوم الجمعة على حسب العقود الآجلة وبيانات مجموعة CME.
قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ” ماري دالي” في مقابلة يوم الجمعة :اعتقد أن الاقتصاد الأمريكي والسياسة النقدية فى وضع جيد ،ومن السابق لأوانه الاعتقاد بأن تخفيضات أسعار الفائدة أصبحت وشيكة.
وأضافت دالي،التي لها حق التصويت على قرارات السياسة النقدية هذا العام ،ضعف الأدلة حول أن التضخم آخذ فى الانخفاض ،وأن سوق العمل بدأت تتعثر ، أمور تجعل هناك عدم حاجة ضرورية لتخفيف السياسة النقدية.
وعلى الرغم من أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا ” رافائيل بوستيك” منفتح على تغيير توقعاته، فإنه لا يزال يرجح تخفيض أسعار الفائدة قبل الربع الثالث.
وقال بوستيك في مقابلة الجمعة: سأكون منفتحاً على تغيير ذلك التوقع، ووجهة نظري إزاء الموعد الذي نحتاج فيه إلى البدء في خفض أسعار الفائدة.
وأضاف بوستيك ،لكن أريد التأكد من أننا نسير فى الطريق إلى تحقيق مستهدف التضخم على المدى المتوسط عند 2% قبل أن نتخلى عن موقفنا التقييدي.
ورجعت توقعات مجلس الاحتياطي الفصلية الصادرة فى ديسمبر الماضي على وجود ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة في 2024، أو تخفيضات بنحو 75 نقطة أساس.
وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو “أوستان غولسبي”: إذا واصلنا تحقيق تقدم مفاجئ أسرع مما كان متوقعًا بشأن التضخم، فعلينا أن نأخذ ذلك في الاعتبار عند تحديد مستوى التقييد.
وأوضح غولسبي: الأمر يتعلق بشكل أساسي بالبيانات الاقتصادية، وما سيجعلنا من أن نكون أقل تقييدًا هو إذا كان لدينا دليل واضح على أننا في طريقنا للوصول إلى مستهدف التضخم عند 2%.
كانت تلك التعليقات الأخيرة من صناع السياسة النقدية فى الولايات المتحدة قبل ساعات من فترة الصمت التي يفرضها مجلس الاحتياطي الفيدرالي على أعضائه قبيل اجتماعاته الدورية ،ومن المتوقع أن يبقي المركزي الأمريكي أسعار الفائدة دون تغيير مرة أخرى عندما يجتمع الأسبوع المقبل أيام 30 و31 يناير.
اختصارًا ،البيانات الاقتصادية القوية ،والتعليقات الفيدرالية الأكثر عدوانية ، توضح أن وقت خفض أسعار الفائدة فى الولايات المتحدة لم يحن بعد ،فى انتظار ظهور المزيد من الأدلة الجديدة حول توقيت البدء فى تخفيف السياسة النقدية لأكبر بنك مركزي فى العالم.