موقع جبل تروبيك الاستراتيجي يُثير صراعًا على السيادة بين المغرب وإسبانيا
لم يتمكن المغرب وإسبانيا حتى الآن من التوصل إلى اتفاق نهائي حول ترسيم حدودهما البحرية، خاصة في المنطقة الأطلسية التي تضم جزر الكناري الخاضعة للسيادة الإسبانية قبالة السواحل الصحراوية المغربية.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “إلبيريوديكو دي إسبانيا” في تقرير نشرته اليوم الخميس، أن منطقة “جبل تروبيك” أصبحت موضع صراع بين المغرب وإسبانيا حول من يحق له استغلال هذه المنطقة الغنية بالمعادن النادرة المهمة للصناعات الحديثة.
ويعود سبب الصراع بين المغرب وإسبانيا على السيادة في هذه المنطقة إلى الموقع “المحايد” لجبل تروبيك في المحيط الأطلسي، حيث لا يندرج ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة للمغرب أو إسبانيا عبر حدود جزر الكناري الخاضعة لسيادتها.
وأوضحت الصحيفة الإسبانية أن جبل تروبيك، المعروف أيضًا باسم “أبواب جزر الكناري”، هو جبل بركاني من العصر الطباشيري ويمتد على مساحة واسعة في المحيط الأطلسي، وهو معروف بوجود موارد كبيرة من المعادن النادرة مثل التيلوريوم والكوبالت.
وتجدر الإشارة إلى أن صحيفة “El Dia” الإسبانية أشارت في تقرير سابق إلى مساعي المغرب لضم منطقة تروبيك لسيادته البحرية لاستخراج المعادن الخاصة بصناعة البطاريات لتعزيز صناعة السيارات الكهربائية في المملكة.
وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى الاتفاقيات التي وقعها المغرب مع شركات آسيوية لإنشاء مصانع لإنتاج المواد الأولية للبطاريات، وأشارت أيضًا إلى أن المغرب يسعى للسيطرة على جبل تروبيك لاستخدامه في هذا السياق.
وأخيرًا، يُذكر أن المغرب لا يستطيع ضم جبل تروبيك في ظل عدم حل مشكلة الصحراء الغربية على مستوى الأمم المتحدة بشكل نهائي، ومع ذلك، في حالة تمكن المغرب من حل هذه القضية، فإنه سيكون الأقرب لضم المنطقة واستخدامها في تطوير صناعة السيارات الكهربائية.