مسؤولون أوروبيون يدعون لتعزيز دور اليورو عالميًا في ظل تقلبات الدولار الأمريكي
دعت إيزابيل شنابل، عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي، إلى استغلال الفرصة الحالية لتعزيز الدور الدولي لليورو، خاصة مع توجه المستثمرين نحو أوروبا وتنويع محافظهم الاستثمارية.
جاءت تصريحات شنابل خلال مشاركتها في مؤتمر دوبروفنيك الاقتصادي الحادي والثلاثين، حيث اعتبرت أن الوقت مناسب لتعزيز مكانة العملة الأوروبية في الأسواق العالمية.
وأوضحت شنابل أن زيادة الاهتمام الأوروبي تأتي مدعومة بتوقعات ارتفاع الإنفاق العام في أوروبا على قطاعات الدفاع والبنية التحتية، بالإضافة إلى توجه ألمانيا للتخلي عن سياسات التقشف، مما يعزز ثقة المستثمرين ويحسن الأوضاع المالية في المنطقة.
تتزامن هذه التصريحات مع دعوات أخرى من مسؤولين مثل رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، التي اعتبرت أن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتقلبة في مجال التجارة تشكل “فرصة مثالية” لـ”لحظة اليورو العالمية”.
فقد شهد الدولار تراجعًا مستمرًا أمام معظم العملات الرئيسية منذ بداية العام، وهو ما يفتح المجال أمام اليورو لزيادة تأثيره الدولي.
بدوره، أشار خوسيه لويس إسكريفا، رئيس البنك المركزي الإسباني، في مقابلة مع صحيفة “إل باييس” إلى أن هيمنة الدولار بدأت تصل إلى ذروتها، مؤكداً أن اليورو يمتلك القدرة على المنافسة خاصة مع قوة الاقتصاد الأوروبي وحجم التجارة التي تتفوق على الولايات المتحدة.
وفي ذات السياق، عبر يواكيم ناجل، رئيس البنك المركزي الألماني، عن ضرورة تعزيز جاذبية أوروبا للمستثمرين الأجانب وتقوية اليورو، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على استقرار الدولار الأمريكي، معتبراً أن فقدان نفوذ الدولار بالكامل أمر غير متوقع في الوقت الراهن.
تشير هذه المواقف مجتمعة إلى توجه أوروبي متزايد نحو بناء سوق سندات قوية وأكثر تكاملًا، وفتح باب النقاش حول الديون المشتركة لتمويل المشاريع العامة، في محاولة لتعزيز مكانة اليورو كعملة دولية منافسة للدولار.
