ما مصير ثروة بافت بعد وفاته؟ وكيف أعاد صياغة وصيته مرة أخرى ؟
استمرت الصداقة بين “وارن بافت” و”بيل جيتس” على مدار عقود من الزمن بعدما التقيا منذ أكثر من 30 عامًا في اجتماع، وقصة صداقتهما تعد واحدة من أكثر القصص إثارة للاهتمام بمجال الأعمال.
وانضم الشريك المؤسس لـ “مايكروسوفت” لمجلس إدارة “بيركشاير هاثاواي” في عام 2004 وحتى عام 2020 عندما استقال أيضًا من مجلس إدارة شركة البرمجيات.
كما انضم “بافت” لمجلس إدارة المؤسسة الخيرية “بيل أند ميلندا جيتس” حتى عام 2021 عندما استقال بعد وقت قصير من إعلان “جيتس” و”ميلندا” طلاقهما، وذكر حينها: أهدافي تتوافق بنسبة 100% مع أهداف المؤسسة، وأن مشاركتي الشخصية ليست ضرورية بأي حال من الأحوال لتحقيق هذه الأهداف.
وفي عام 2006، تعهد الملياردير الملقب بـ “حكيم أوماها” بنسبة 85% من أسهمه في المجموعة الاستثمارية “بيركشاير” للأعمال الخيرية، وكان الجزء الأكبر من ذلك التبرع يتوجه إلى “بيل أند ميلندا جيتس”.
لكن “بافت” رئيس مجلس إدارة “بيركشاير هاثاواي” صرح في مقابلة مع صحيفة “وول ستريت جورنال” أنه أعاد صياغة وصيته مرة أخرى، وأن تلك التبرعات ستتوقف بعد وفاته قائلاً: لن تحصل مؤسسة “جيتس” على تبرعات بعد وفاتي، دون توضيح لسببب تغيير خطته.
وبالطبع سيؤثر ذلك التغيير على مستقبل المؤسسة الخيرية لأنه سيترك فراغ تمويلي كبير.
وتعرف مؤسسة “جيتس” بعملها في مجال الصحة العالمية ومكافحة الفقر، وخلال الفترة من 2006 وحتى 2023 منح “بافت” المؤسسة الخيرية 39.3 مليارا دولار.
خطة بديلة
وفي السابق، كانت وصية “بافت” تنص على أن أكثر من 99% من ثروته سيتم تخصيصها للاستخدام الخيري لمؤسسة “بيل وميلندا جيتس” والجمعيات الخيرية الأربع ذات الصلة بعائلته: “سوزان طومسون بافت” و”شيرود فاونديشن” و”هوارد جي بافت” و”نوفو فاونديشن”.
وفي العام الماضي، تبرع “بافت” بحوالي 870 مليون دولار للجمعيات الخيرية الأربع التي تديرها عائلته، بعدما بلغت تبرعاته لها 750 مليون دولار في 2022، وتقدر ثروته حاليًا عند 128.4 مليار دولار، وفقًا لمجلة “فوربس”.
لكنه أوضح المستثمر الناجح أنه غير وصيته عدة مرات، ووضع الخطة الأحدث بسبب ثقته في قيم ابنته وولديه – لدى كل منهم منظمة خيرية خاصة به – وكيف سيوزعون ثروته بعد وفاته.
وأكد أنه سيكلف أبناؤه بمسؤولية اتخاذ القرار بشأن مصير أمواله بعد وفاته، قائلاً: أثق بشكل جيد للغاية تجاه قيم أبنائي الثلاثة، ولدي ثقة بنسبة 100% في الطريقة التي سينفذون بها الأمور.
وبالطبع كان بإمكان “بافت” – البالغ من العمر 93 عامًا – كتابة وصية صارمة بشأن مصير ثروته الضخمة، ولكنه يدرك أن الظروف والقوانين والاحتياجات تتغير، وهو ما أوضحه العام الماضي في رسالة: القوانين المتعلقة بالعمل الخيري ستتغير من وقت لآخر، والأوصياء الحكماء الذين لايزالوا على قيد الحياة سيكونون أفضل من أي قيود كتبه شخص رحل منذ فترة طويلة.
لكنه أكد على أنه يجب أن يتم استخدام أمواله لمساعدة الأشخاص الذين لم يحالفهم الحظ.
استمرار التبرعات
ولكن قال “بافت” للصحيفة أن التبرعات للمؤسسات الخمس بما يشمل مؤسسة “جيتس” ستستمر أثناء حياته.
وبالفعل، أعلن “بافت” نهاية الأسبوع الماضي أنه سيحول 8674 سهمًا من أسهمه بالمجموعة الاستثمارية من الفئة “إيه” إلى أكثر من 13 مليون سهم من أسهم الفئة “بي” بقيمة 5.3 مليار دولار وسيتبرع بها لخمس مؤسسات خيرية: “بيل أند ميلندا جيتس” و”سوزان طومسون بافت”، و “شيرود فاونديشن”، و”هوارد جي.بافت فاونديشن” و”نوفو فاونديشن”.
من هم أبناء بافت؟
تعيش الإبنة “سوزي بافت” – البالغة من العمر 71 عامًا – في أوماها وترأس مؤسسة “شيروود” التي تعمل على دعم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة والعدالة الاجتماعية، كما ترأس أيضًا مؤسسة “سوزان طومسون بافت” التي سميت على اسم والدتها الراحلة.
ويرأس نجله “هوي بافت” – البالغ من العمر 69 عامًا – مؤسسة “هوارد جي بافت” التي تعمل من اجل الأمن الغذائي وتخفيف النزاعات، ومكافحة الاتجار بالبشر.
أما “بيتر بافت” – يبلغ من العمر 66 عامًا – وزوجته “جينيفر بافت” يقودان مؤسسة “نوفو”.