كشفت شركة مايكروسوفت أن الجرائم الإلكترونية، خاصة هجمات الفدية، شهدت زيادة ملحوظة خلال العام الماضي، مما يجعلها تشكل “تهديدًا مستمرًا” للمستخدمين والشركات على حد سواء.
في تقريرها السنوي حول الدفاع الرقمي، أفادت الشركة أن عدد هجمات الفدية قد تضاعف في الأشهر الـ 12 الماضية.
ولا تزال رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية والصوتية الاحتيالية هي الطرق الأكثر شيوعًا التي يعتمد عليها مجرمو الإنترنت للوصول إلى بيانات المستخدمين.
ورغم ذلك، أشارت مايكروسوفت إلى أن الثغرات الأمنية الناجمة عن عدم تحديث البرمجيات واستغلال القراصنة للثغرات المعروفة لا تزال تمثل مشكلة قائمة.
كما أفاد التقرير بأن عدد عمليات الاحتيال الإلكتروني المكتشفة تضاعف خمس مرات خلال العامين الماضيين، حيث تلاحظ مايكروسوفت نحو 100,000 عملية احتيال يوميًا في عام 2024.
وأوضحت مايكروسوفت أن العمليات المرتبطة بالصين تعتمد على الصور المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، بينما تفضل العمليات المرتبطة بروسيا استخدام المحتوى الصوتي.
ومع ذلك، لم تُظهر البيانات أي دليل على أن هذا المحتوى أثر على الجمهور بشكل ملموس. على العكس، يُظهر الذكاء الاصطناعي إمكانيات كبيرة في دعم المتخصصين في الأمن السيبراني من خلال تسريع استجابة الفرق للهجمات.
كما أكدت مايكروسوفت تزايد اعتماد الدول على مجرمي الإنترنت وأدواتهم للحصول على المعلومات الاستخباراتية وتحقيق مكاسب مالية.
ووفقًا لتصريحات توم بيرت، نائب الرئيس للشؤون الأمنية وثقة العملاء في مايكروسوفت، فإن “الغالبية العظمى” من الأنشطة التهديدية الإلكترونية التي تم رصدها العام الماضي جاءت من دول مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.
وأشار التقرير إلى أن معظم الأنشطة كانت تركز على مناطق النزاع مثل أوكرانيا والشرق الأوسط. كما لاحظ بيرت أن إيران وروسيا استغلتا النزاعات الحالية لنشر رسائل دعائية تهدف إلى توسيع نفوذهما، مما يعكس الطبيعة العالمية للحروب الهجينة.
في سياق آخر، يواجه عملاء مايكروسوفت أكثر من 600 مليون هجوم إلكتروني يوميًا، تشمل هجمات الفدية والتصيد والاعتداءات على الهوية.
وذكر بيرت أن العمليات السيبرانية، سواء كانت لأغراض التجسس أو التخريب، تلعب دورًا مستمرًا في النزاعات الجيوسياسية، مع تزايد الأدلة على التعاون بين عصابات الجريمة الإلكترونية والدول.
وعن تكلفة الهجمات السيبرانية، أشار خبراء إلى أن تكلفتها العالمية ستصل إلى أكثر من 8 تريليونات دولار بحلول نهاية عام 2024، ومن المتوقع أن تتجاوز 10 تريليونات دولار بحلول 2025.
ومن بين الهجمات الأكثر خطورة تبرز هجمات الفدية التي تُطلب فيها فديات قد تصل لملايين الدولارات، لا سيما عند استهداف المؤسسات الكبرى أو البنية التحتية الحيوية.
للتقليل من هذه التهديدات، يتعين على الشركات والحكومات تعزيز استثماراتها في تقنيات حماية البيانات وتدريب المتخصصين في الأمن السيبراني.
كما يجب تحديث القوانين والتشريعات لتكون قادرة على مواجهة تطور الجرائم الإلكترونية، وتعزيز وعي المجتمع بمخاطر الأمن السيبراني على جميع المستويات.