مؤشر داو جونز الصناعي يواجه تراجعًا تاريخيًا مستمرًا بسبب توقعات الفائدة المخيبة للآمال
واصل مؤشر داو جونز الصناعي تراجعه، ليقترب من تحقيق اليوم العاشر على التوالي من الخسائر، وذلك في أعقاب توقعات مخيبة للآمال من الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
فقد انخفض المؤشر بمقدار 191 نقطة، أي ما يعادل 0.4%، مما جعله يقترب من تسجيل أسوأ سلسلة خسائر له منذ الانخفاض التاريخي الذي شهدته الأسواق في عام 1974، والذي استمر لمدة 11 يومًا.
وكان المؤشر قد شهد في اليوم السابق تسعة أيام من التراجع، وهي أطول سلسلة خسائر له منذ عام 1978. من ناحية أخرى، تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.7%، وهبط مؤشر ناسداك المركب بنفس النسبة.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد قرر خفض سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى نطاق يتراوح بين 4.25% و4.5%، وهو ما كان متوقعًا من قبل الأسواق.
ومع ذلك، أشار البنك المركزي إلى أنه يتوقع خفضًا للفائدة مرتين فقط خلال عام 2025، وفقًا لتوقعات “الدوت بلوت”، وهو ما يعد أقل من التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى أربع تخفيضات.
وقال ديفيد كيلي، كبير استراتيجيي الأسواق العالمية في جي بي مورجان: “يبدو أن الاحتياطي الفيدرالي يحاول التمهيد لنهج أكثر حذرًا في التيسير النقدي العام المقبل.
و في الوقت الحالي، هناك نوع من الهدوء بين الإدارات، ولكن في مرحلة ما قد يتعرض البنك لضغوط من الإدارة لتبني نهج أكثر مرونة. لذا، يبدو أنهم يحاولون تحديد توقعاتهم مبكرًا لتجنب أي صدامات محتملة مع الإدارة في 2025 أو 2026.”
ومع انخفاض احتمالات خفض الفائدة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقبل في يناير إلى 11% فقط، وفقًا للعقود المستقبلية التي تتابعها أداة CME، شهدت غالبية الأسهم تراجعًا بعد إعلان البنك المركزي. ومع ذلك، كانت أسهم شركة إنفيديا استثناءً حيث ارتفعت بنسبة 3%، بعد أن دخلت منطقة التصحيح هذا الأسبوع.
ويعزى التراجع القياسي لمؤشر داو جونز بشكل كبير إلى تحول المستثمرين من أسهم الشركات التقليدية إلى أسهم التكنولوجيا، وهو قطاع يمثل وزنًا أقل في المؤشر مقارنةً بالمؤشرات السوقية الأوسع. ورغم هذا التراجع المستمر، لا يزال مؤشر داو جونز يبتعد بنحو 4% فقط عن أعلى مستوى سجله على الإطلاق.
أما المؤشرات الأخرى فتبدو في وضع أفضل خلال ديسمبر، حيث استقر مؤشر S&P 500 تقريبًا هذا الشهر، وهو يبتعد بأقل من 1.5% عن أعلى مستوى له على الإطلاق، بينما ارتفع مؤشر ناسداك بنسبة 4% مع اتجاه المستثمرين نحو أسهم التكنولوجيا، مما يجعله يتجاهل تراجع مؤشر داو جونز.