لماذا لا يقبل المغاربة على شراء السيارات الكهربائية؟
تعد السيارات الكهربائية من أبرز الابتكارات في صناعة السيارات، حيث تقدم بديلاً صديقًا للبيئة مقارنة بالسيارات التقليدية التي تعمل بالوقود.
و رغم الجهود المستمرة التي تبذلها الهيئات البيئية والمناخية، و الفوائد البيئية والتقنية للسيارات الكهربائية، والدعم الحكومي من خلال الحوافز المالية والإعفاءات الضريبية، فإن الإقبال على السيارات الكهربائية والهجينة في المغرب لا يزال محدودا.
إذ تظهر البيانات الحديثة الصادرة عن “جمعية مستوردي السيارات بالمغرب” أن السوق المحلية لا تزال تفضل السيارات التقليدية التي تعمل بالمحروقات، حيث تهيمن محركات الديزل والبنزين على مبيعات السيارات الجديدة.
كما تظل تكلفة شراء السيارات الكهربائية مرتفعة نسبياً مقارنة بالسيارات التقليدية. على الرغم من أن الأسعار بدأت في الانخفاض، إلا أن تكلفة الشراء الأولية تبقى عائقًا كبيرًا أمام العديد من المغاربة.
و أشار التقرير إلى أن عدد السيارات الكهربائية المباعة في المغرب وصل إلى حوالي 500 وحدة بنهاية عام 2023. رغم أن هذا الرقم يعكس اهتمامًا متزايدًا من قبل المستهلكين بالتحول إلى المركبات الكهربائية، إلا أن هذا الاهتمام لا يزال “محتشماً”.
وأوضح التقرير أن هذا النمو في الاهتمام يعزى إلى زيادة تنوع الخيارات المتاحة في السوق المغربية، حيث ارتفع عدد العلامات التجارية للسيارات الكهربائية من 18 إلى 24 علامة، وزاد عدد النماذج المتوفرة من 71 إلى 82 نموذجاً خلال عام 2023.
كما تواجه السيارات الكهربائية في المغرب تحديات كبيرة من حيث البنية التحتية. تعد محطات شحن السيارات الكهربائية نادرة نسبياً، مما يثير مخاوف المستخدمين بشأن سهولة الوصول إلى نقاط الشحن.
و في الوقت الذي يُتوقع فيه أن تتحسن البنية التحتية تدريجياً، فإن هذه القصور يعوق تزايد الإقبال على السيارات الكهربائية.
كما يحتاج الكثير من الناس إلى مزيد من التوعية بفوائد السيارات الكهربائية والتقنيات المرتبطة بها. لا يزال هناك نقص في المعلومات حول كيفية عمل السيارات الكهربائية، تكاليف التشغيل، ومدى توفر الدعم الحكومي.
هذا الافتقار إلى المعرفة يمكن أن يؤدي إلى تردد المستهلكين في اتخاذ القرار بشراء سيارة كهربائية.
يعتبر مدى السيارة الكهربائية أحد الشواغل الرئيسية للمستهلكين. في حين أن التكنولوجيا قد تطورت، لا يزال البعض قلقًا بشأن قدرة البطاريات على تلبية احتياجاتهم اليومية، خاصة في المناطق التي تتطلب مسافات طويلة بين المحطات. هذه المخاوف يمكن أن تؤثر على قرار الشراء.
و تظل السيارات الكهربائية بمثابة حل واعد لمشاكل البيئة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. ومع ذلك، فإن التحديات التي تواجهها في المغرب تتطلب جهودًا متكاملة من الحكومة، الشركات، والمجتمع لتطوير بنية تحتية قوية، تعزيز الوعي، وتقديم حوافز مالية لجعل السيارات الكهربائية خيارًا أكثر جاذبية للمستهلكين.