لماذا قد ترتفع أسعار النفط بشكل كبير رغم تراجعها في أعقاب توترات الشرق الأوسط؟
في حين حافظت الأسواق على هدوئها رغم المشهد الجيوسياسي المتوتر وسريع التقلب في الشرق الأوسط، يتوقع محللون أن ترتفع علاوة المخاطر على المدى الطويل، وأن تظل أسعار النفط “مهددة بالارتفاع”، على حد وصفهم.
علاوة المخاطر
– قال “أدارش سينها” الرئيس المشارك لوحدة العملات واستراتيجية الفائدة في آسيا لدى “بنك أوف أمريكا”، إن أسواق الصرف الأجنبي تعيد التسعير وفقًا لتوقعات “خفض التصعيد على المدى القريب” في أعقاب أحداث نهاية الأسبوع.
– أضاف “سينها”: “حقيقة أننا انتقلنا من المواجهة بالوكالة إلى المواجهة المباشرة، على الرغم من تراجع التصعيد على المدى القريب، فمن المحتمل أن ترتفع علاوة المخاطر على المدى الطويل”.
– يعتقد “سينها” أيضًا أن سوق العملات الأجنبية سيعتمد في نهاية المطاف على أسعار النفط، لأنها هي “القناة التي يمتد من خلالها التأثير إلى سوق العملات الأجنبية”.
– من جانبها، قالت “أمريتا سين”، مؤسسة شركة “إنرجي آسبكتس”، إن الأسواق أخذت في حسبانها أثناء التسعير الحدث “الذي كان واضحًا للغاية”، وهو ما يفسر انخفاض الأسعار اليوم.
– لكنها أكدت أن هذا لا يعني أن الأسعار ستستمر في الانخفاض، على الرغم من أن مسارها سيتوقف على رد فعل إسرائيل تجاه إيران والخطوات التالية.
الخطر الجدير بالمراقبة
– من جانبه قال “هولجر شميدينج”، كبير الاقتصاديين في بنك “بيرينبيرج” في مذكرة، إن الهجوم الإيراني غير المسبوق يلقي بظلاله على الآفاق الاقتصادية والمالية خارج المنطقة نفسها، وإن خطر تصاعد الصراع في الشرق الأوسط زاد.
– كما أردف أنه من غير المرجح أن يكون للصراع بين إسرائيل وإيران تأثير شديد على الاقتصاد العالمي، مشيرًا إلى التأثير المحدود نسبيًا على التوقعات الاقتصادية الناجمة عن هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر.
– لكن “شميدينج” يرى أن تعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز “سيكون مسألة مختلفة تماما”، واصفًا ذلك بأنه “الخطر الرئيسي الذي يجب مراقبته”.
– مع ذلك، فإن تراجع صادرات النفط من شأنه أن يضر إيران بشدة، مما يعني أنه من غير المرجح أن ترغب طهران في التصعيد إلى هذا المستوى، وفقًا لـ “شميدينج”.
– يتفق مع ذلك “بارتوش ساويكي”، المحلل لدى “كونوتوكسيا”، والذي يرى أن الحصار الإيراني المحتمل لمضيق هرمز سيؤدي إلى إبقاء أسعار خام برنت فوق 84 دولارًا للبرميل لبقية العام ويتسبب في ارتفاع محتمل إلى أكثر من 100 دولار للبرميل في حالة نشوب “حرب مفتوحة”.
– كما أشار إلى أن الهجوم الإيراني يهدد بالفعل إمدادات النفط الإقليمية في سوق كانت “متوازنة على نطاق واسع” في الجزء الأول من العام، وزاد من خطر التحول إلى نقص المعروض.
– قال “ساويكي”: “يجب توقع موقف أكثر صرامة تجاه إيران وتطبيق أكثر صرامة للعقوبات السابقة، وأي رد انتقامي كبير من جانب إسرائيل قد يؤدي في الوقت نفسه إلى ارتفاع أسعار النفط وطلب قوي على الدولار الأمريكي وتجدد شراء الذهب”.