لماذا أصبحت تجزئة الأسهم شائعة مؤخرًا؟ وما الذي دفع إنفيديا نحو تلك الخطوة؟
أصبحت تجزئة الأسهم أمرًا شائعًا في الآونة الأخيرة، إذ أعلنت صانعة الرقائق “إنفيديا” واليابانية “سوني” وغيرهما عن خطط لتقسيم الأسهم، كما فعلت سلسلة متاجر التجزئة “وول مارت” في وقت سابق من هذا العام.
ولا تغير تجزئة الأسهم قيمة الشركة أو أساسياتها، ومن الخطأ القول بأن السهم يصبح “أرخص” بعد التقسيم لمجرد أن تكلفة السهم الواحد أصبحت أقل، ولكن يمكن القول بأن خفض سعر السهم قد يجعله في متناول المزيد من المستثمرين الأفراد.
وعلى الرغم من أن التقسيم لا يغير أي شيء بالنسبة للشركة بخلاف خفض سعر سهمها إلا أن استراتيجيو “بنك أوف أمريكا” يرون أن تلك الخطوة عادة ما تمنح السهم دفعة إضافية لأعلى.
وأوضح استراتيجيو البنك أن الشركات التي تعلن عن تجزئة أسهمها غالبًا ما تحقق أداءً أعلى من أداء مؤشر “إس أند بي 500” في الأشهر الثانية عشر التالية لتلك الخطوة.
وعلى سبيل المثال، أعلنت سلسلة مطاعم “شيبوتل مكسيكان جريل” – للمرة الأولى في تاريخها الممتد 30 عامًا – في العشرين من مايو الماضي تقسيم السهم 50 إلى 1، ومنذ ذلك الحين وحتى الحادي والثلاثين من نفس الشهر ارتفع السهم بحوالي 12%، على الرغم من أن التجزئة من المتوقع أن تتم في نهاية يونيو.
وفي الماضي، كانت عمليات تجزئة الأسهم أكثر شعبية، ففي عام 1986، أعلنت 114 شركة مدرجة بمؤشر “إس أند بي 500” عن تجزئة أسهمها، بينما تراجع العدد إلى أدنى مستوياته على الإطلاق في 2019 إلى 3 شركات فقط.
أما خلال العام الحالي وحتى الآن، أعلنت 6 شركات مدرجة بالمؤشر عن عمليات تقسيم أسهمها مقارنة بأربع شركات فقط في عام 2023.
إنفيديا
ارتفع سهم صانعة الرقائق “إنفيديا” بصورة كبيرة مؤخرًا بدعم من طفرة الذكاء الاصطناعي، إذ قفز من 190 دولارًا للسهم تقريبًا في نهاية مايو 2022، ليغلق عند أعلى مستوياته على الإطلاق أمس عند 1150 دولارًا، عقب الإعلان عن الجيل التالي من الرقائق.
وفي الثاني والعشرين من مايو الماضي، أعلنت الشركة الأمريكية أنها ستقوم بتقسيم أسهمها بنسبة 10 إلى 1، لذلك سيكون عدد الأسهم المتاحة بعد تلك الخطوة أكبر عشرة أضعاف عن العدد الحالي.
وذكرت “إنفيديا” أن التقسيم سيتم عند إغلاق السوق يوم الجمعة الموافق السابع من يونيو الجاري، أي أن المساهم المسجل الذي يمتلك سهمًا عاديًا اعتبارًا من إغلاق الخميس سوف يتلقى بعد تلك الخطوة تسعة أسهم إضافية مقابل كل سهم كان يمتلكه في السابق.
أي أن المستثمر الذي يمتلك 10 أسهم من “إنفيديا” قبل التقسيم، ستزيد حيازته إلى 100 سهم بعد تلك الخطوة، على أن يبدأ التداول بالسعر الجديد المعدل اعتبارًا من الإثنين العاشر من يونيو 2024.
وعلى الرغم من أن المساهمين المسجلين سيحصلون فجأة على 10 أضعاف أسهمهم في الشركة، إلا أن قيمة كل من هذه الأسهم ستكون عُشر ما كانت عليه.
وأوضحت أكبر شركات صناعة الرقائق في العالم من حيث القيمة بالفعل أن الهدف من تقسيم الأسهم هو جعل ملكية السهم في متناول الموظفين والمستثمرين.
وهذه هي المرة الثانية التي تقوم فيها “إنفيديا” بتجزئة أسهمها في ثلاث سنوات، ومنذ تقسيم السهم 4 إلى 1 في مايو 2021، ارتفع السهم بأكثر من 500%.
شركات أخرى قد تلحق بالركب
تعد “ميتا بلاتفورمز” – الشركة الأم لـ “فيسبوك” و”إنستجرام” وغيرها من منصات التواصل الاجتماعي – في وضع استثنائي عندما يتعلق الأمر بتجزئة الأسهم، لأنها لم تقم مطلقًا بتلك الخطوة.
وأغلق سهم شركة التكنولوجيا الكبرى تعاملات الأمس مرتفعًا عند مستوى 477.49 دولار، لذلك من المحتمل أن تكون “ميتا” الشركة البارزة التالية التي تتطلع إلى خفض سعر سهمها من خلال التجزئة.
وأوضح “كريس سينيك” كبير استراتيجي الاستثمار لدى شركة الأبحاث “ولفي ريسيرش” في تقرير أن “ميتا” هي الشركة الوحيدة بين أسهم “السبع الكبار” (ألفابت، مايكروسوفت، أمازون، تسلا، آبل، إنفيديا، ميتا) التي لم تقسم سهمها مطلقًا.
إذ قسمت “آبل” السهم أربع مرات كانت آخرها في 2020، وقامت “أمازون دوت كوم” بثلاث عمليات تقسيم أحدثها في يونيو 2022.
وقامت صانعة السيارات الكهربائية “تسلا”بتجزئة السهم مرتين في عامي 2020 و2022، وكذلك “ألفابت” مرتين آخرهما في 2022، أما “إنفيديا” فإن التقسيم المقبل سيكون السادس لها منذ عام 2000.
وبالنسبة لشركة البرمجيات “مايكروسوفت” – التي قد تصبح التالية أيضًا – فأجرت سبع عمليات تقسيم للأسهم آخرها كان منذ أكثر من 20 عامًا في فبراير 2003.