شهدت صناعة الخدمات المالية تحولًا جذريًا نتيجة للتطورات الكبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي أثر بشكل ملحوظ على مختلف القطاعات، بما في ذلك القطاع المالي.
تمثل هذه التحولات فرصًا هامة لتحسين كفاءة العمليات وتقديم تجربة أفضل للعملاء، ولكنها تأتي أيضًا مع تحديات ومخاطر يجب التعامل معها بحذر.
تستخدم المؤسسات المالية الذكاء الاصطناعي بطرق متعددة لتحسين النتائج للعملاء، وأحد الاستخدامات الأساسية هو الكشف عن الاحتيال المالي. وفقًا لتقرير مشترك بين “ستوب سكامز يو كيه” و”بي دبليو سي” لعام 2023، يعتمد قطاع البنوك على البيانات التاريخية لحالات الاحتيال في نماذج التعلم الآلي.
هذه النماذج تكشف عن سلوكيات أو معاملات تحمل صفات مشابهة لتلك العمليات الاحتيالية، مما يسهم في تقديم تحذيرات أكثر دقة للعملاء في نقاط الدفع، وخصوصًا كبار السن الذين هم الأكثر عرضة للاحتيال.
و يمكن للبنوك أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال إدارة المخاطر، حيث يُمكنها تحليل طلبات القروض بسرعة وكفاءة.
و حسب تقرير ماكينزي عام 2021، تعتمد البنوك التي تستخدم الذكاء الاصطناعي على عمليات إقراض مبسطة باستخدام الأتمتة والتحليل الفوري لبيانات العملاء، مما يسهل اتخاذ قرارات ائتمانية سريعة.
و يتم ذلك من خلال تحليل مجموعة متنوعة من البيانات مثل تاريخ المعاملات البنكية وتقارير الائتمان.
و يلعب الذكاء الاصطناعي أيضًا دورًا مهمًا في تحسين خدمة العملاء. كما أشار “معهد ديلويت إيه آي” في تقريره عام 2021، فإن الحلول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل الدردشة الآلية والمساعدين الافتراضيين، تستطيع معالجة مجموعة متنوعة من المهام، مما يسهل تجربة العملاء ويخفف الضغط عن الموظفين.
و على الرغم من الفوائد الكثيرة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إلا أن هناك بعض المخاطر التي يجب التعامل معها بعناية:
و يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى إغفال الحلول التي تركز على العملاء، حيث تتطلب بعض الحالات تدخلاً بشريًا. لذا ينبغي على المؤسسات المالية ضمان وجود دعم بشري للتعامل مع الحالات المعقدة.
و قد تؤدي الأنظمة القائمة على الذكاء الاصطناعي إلى اتخاذ قرارات متحيزة، مما يؤثر سلبًا على بعض العملاء.
و لتفادي هذه المشكلة، يجب أن يكون لدى المؤسسات موظفون مؤهلون لمراجعة الطلبات التي تم رفضها بواسطة الخوارزميات.
و لتعزيز الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، توصي فوربس باتباع الخطوات التالية:
تحديد الأهداف بوضوح: ينبغي لقادة الخدمات المالية أن يكونوا واضحين بشأن كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في شركاتهم.
تدريب الفريق: يجب ضمان امتلاك الفريق للمهارات اللازمة للعمل مع الذكاء الاصطناعي، ويجب فتح قنوات للتدريب.
توفير الأدوات المناسبة: يتعين على القادة اختيار حلول الذكاء الاصطناعي المناسبة وتحديث العمليات وفقًا لذلك.
الامتثال للأمان والخصوصية: يجب أخذ الأمان البياني وخصوصية المعلومات بعين الاعتبار، نظرًا لحساسية البيانات المالية.
و بعد تنفيذ حلول الذكاء الاصطناعي، يجب على القادة مراقبة الاستخدام بشكل مستمر لاكتشاف أي مشاكل قبل تفاقمها. يعتبر الذكاء الاصطناعي مبادرة مستمرة تتطلب تحديثات دورية لضمان الاستخدام المسؤول له.
بالمحافظة على الأنظمة التقنية الحديثة، يمكن لقادة قطاع الخدمات المالية استخدام الذكاء الاصطناعي بفاعلية لتحسين تجربة العملاء وتعزيز الكفاءة مع الالتزام بمعايير الأمان والخصوصية.
