كيف ينظر الأفراد للتضخم؟ وهل لكل فرد مقياسه الخاص؟
عانت العديد من الدول حول العالم الارتفاع الكبير في التضخم وخاصة أسعار الغذاء، ما دفع أكبر البنوك المركزية لرفع الفائدة بصورة كبيرة من أجل كبح جماح الأسعار.
ومن أبرز الحالات كانت الولايات المتحدة، خاصة وأن آخر موجة حادة سابقة من ارتفاع الأسعار كانت قبل أكثر من أربعين عامًا.
وأدى ارتفاع التضخم إلى توضيح ثلاثة دروس هامة بشأن سيكولوجية التضخم أو عن كيفية إدراك الأفراد للتضخم ومواجهته، لأن وجهة نظر المستهلكين تؤثر على السلوك الإنفاقي بما قد يؤدي إلى تفاقم الضرر الاقتصادي.
كما أن رؤية المستهلكين للتضخم لها أيضًا تكاليف سياسية، إذ تراجعت شعبية الرئيس الأمريكي “جو بايدن” مع اقتراب التضخم من ذروته في 2022، ولم تتعاف تلك الشعبية رغم تحسن التضخم وتباطؤه بصورة كبيرة منذ ذلك الحين.
دروس من أزمة ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة |
||
الدرس |
|
التوضيح |
كل فرد لديه مقياس شخصي للتضخم |
|
– لدى كل فرد مقياس شخصي للتضخم، وهو بالطبع ليس المعدل الرسمي. – يعد هذا أحد الأسباب وراء أهمية أسعار البنزين بالنسبة للمستهلكين، على الرغم من أنه لا يمثل سوى حوالي 3% من ميزانية الأسر. – ففي حال وصلت الأسعار في محطات تعبئة الوقود إلى 4 دولارات أو 5 دولارات يبدو حينها أن هناك شيئًا خاطئًا، وتبدو الأمور ليست سيئة للغاية إذا كانت قرب 3 دولارات، ولكن من الأفضل أن تكون عند حوالي دولارين. – ولكن ربما تكون أسعار المواد الغذائية أكثر أهمية من أسعار البنزين. – وفي نوفمبر الماضي، أجرت “ياهو فاينانس – إيبوسوس” مسحًا سألوا فيه المشاركين عن أسوأ أنواع التضخم بالنسبة لهم، أجاب ثلثاهم بأن تضخم أسعار الغذاء هو الأسوأ، في حين أشار 15% فقط إلى البنزين و12% إلى السكن. – وهناك جانب آخر مهم أيضًا وهو تكلفة الإيجار، ولكنه بالطبع لا يؤثر على الجميع. – وعلى الرغم من استفادة بعض المستأجرين من تأمين عقود الإيجارات، إلا أن العديد أعادوا توقيع عقودهم خلال العامين الماضيين وبالطبع تعرضوا لزيادات صارمة في تكاليف الإيجار، مع سعي الملاك لتمرير ارتفاع تكلفة الصيانة والاقتراض. – ويشكل السكن جزءًا كبيرًا من الإنفاق بالنسبة لمعظم الأفراد، فإذا ارتفعت تكلفة الإيجار بأكثر من الدخل فإن الأمر يخرج عن السيطرة.
|
السعر المناسب هو أقل سعر يتذكره المستهلك |
|
– يميل أغلب الأفراد عند التفكير بشأن التضخم في تحديد سعر أساس في اعتبارهم والذي يرون أنه السعر الصحيح أو المناسب أو العادل ويقومون بتقييم الأسعار الحالية وفقًا له. – وهذا السعر المناسب غالبًا ما يكون أقل سعر يمكن أن يتذكره الشخص. – وعلى سبيل المثال، أسعار البنزين في أمريكا، إذ يتذكر أغلب الأفراد أنه خلال إدارة الرئيس السابق “دونالد ترامب” كانت الأسعار عند حوالي 2.50 دولار للجالون، كما تراجعت دون مستوى دولارين أثناء الوباء في 2020، وبالتالي يرون أن الأسعار يجب أن تكون عند تلك المستويات حاليًا.
|
عندما يكون التضخم مرتفعًا.. لا يهتم المستهلكون بالإنجازات الأخرى |
|
– حسب نقاشات أجرتها “ياهو فاينانس”، فإنه عندما يكون التضخم مرتفعًا، فلا يهم ما يفعله الرئيس الأمريكي من إنجارات. – فعلى الرغم من نمو الوظائف وأن معدل البطالة لا يزال قرب مستويات قياسية منخفضة وارتفاع الأسهم إلا أن التركيز يظل على التضخم. – وأكبر دليل على ذلك هو عدم انتعاش شعبية “بايدن”. |