كيف أثر الذكاء الاصطناعي على شركة ‘تشيج’ وأدى إلى تحولات كبيرة في قطاع التعليم
أثار ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وخاصة مع إطلاق “شات جي بي تي” المدعوم من “أوبن إيه آي”، جدلاً كبيرًا بشأن تأثيرها على سوق العمل، ومستقبل الشركات في مختلف الصناعات، بالإضافة إلى التحديات التي تطرحها في مجالات التعليم والأخلاقيات.
بعد فترة من ظهور التطبيق الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ومع التغيرات التي شهدها قطاع التعليم خلال أزمة الوباء، بدأت الشركات العاملة في هذا القطاع، مثل “تشيج”، في مواجهة صعوبات كبيرة أثرت سلبًا على أدائها.
و كانت “تشيج” قد بدأت كمنصة للمراسلات بين طلاب جامعة “أيوا”، ثم تطورت لتقديم خدمات تأجير الكتب، وأصبحت تقدم مع مرور الوقت ملخصات دراسية وأسئلة تدريبية، لتتحول إلى واحدة من أبرز الشركات في هذا المجال.
لكن مع ظهور تطبيق “شات جي بي تي”، تحول سلوك الطلاب بشكل كبير. بدأوا يفضلون استخدام الذكاء الاصطناعي للبحث عن إجابات سريعة وفعالة للواجبات المدرسية دون الحاجة إلى دفع اشتراكات للشركات مثل “تشيج”.
ورغم محاولات الشركة لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي خاصة بها، فإنها لم تتمكن من مجاراة تطورات السوق التي فرضها الذكاء الاصطناعي.
بحلول عام 2021، خسرت “تشيج” أكثر من نصف مليون مشترك، بينما انخفض سعر سهمها بنسبة 99%، مما أدى إلى فقدان الشركة نحو 14.5 مليار دولار من قيمتها السوقية.
ورغم محاولاتها المتكررة لإدخال أدوات ذكاء اصطناعي في خدماتها، مثل تطوير “تشيجميت” بالتعاون مع “أوبن إيه آي”، فإن هذه الجهود باءت بالفشل، وتراجعت عائدات الشركة بشكل كبير، حيث انخفضت إيرادات الربع الثاني من العام 2024 بنسبة 11%، وأعلنت الشركة عن خطط لتسريح مزيد من الموظفين بهدف تقليص التكاليف.
وفي إطار محاولات الإنقاذ، ركزت الشركة تحت إدارة الرئيس التنفيذي الجديد، “ناثان شولتز”، على التوسع الدولي وتنويع خدماتها لتلبية احتياجات الطلاب الجدد الذين يبحثون عن حلول تعليمية أكثر تخصيصًا.
ورغم تحقيق بعض الرضا بين المستخدمين لخدماتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تبقى التحديات كبيرة أمام “تشيج” في ظل المنافسة المتزايدة مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى.
الذكاء الاصطناعي أحدث تحولًا جذريًا في كيفية تعامل الطلاب مع المعلومات، مما فرض تحديات على الشركات التعليمية التقليدية، لتسارع في تحديث نماذج أعمالها، لكنها لا تزال تواجه صعوبات في تكييف نفسها مع التغيرات السريعة.
