قصة صمود..عائدات الأسهم الأمريكية تتعافى من 3 انهيارات خلال 50 عامًا
إذا كنت تخطط للبيع غدًا فإنها مخاطرة كبيرة للغاية، وإن كنت تنوي الانتظار طويلًا، فإنه استثمار مربح للغاية، هكذا تحدث الملياردير والمستثمر “وارن بافت” عن مفهومه للتداول في سوق الأسهم.
المستثمرون الذين يتبنون استراتيجية “الشراء والاحتفاظ طويلًا” يدركون تمامًا طبيعة أسواق الأسهم التي تتسم بالتقلب الذي ينطوي على مخاطر خسارة جزء كبير من رأس المال، خاصة في الأوقات التي يزيد فيها الجشع أو ما يعرف بظاهرة “الخوف من فقدان الفرصة”.
و يبدو أن المستثمرين الذين عاصروا الاضطرابات لم ينتظروا طويلًا لتعويض خسائرهم، وحتى أوقات الاضطرابات الزلزالية أو الضغوط الممتدة أعقبتها فترات أطول من المكاسب.
وفي النهاية، بلغ العائد الإجمالي (العائد الاسمي مضافًا إليه استثمارات توزيعات الأرباح) للأسهم الأمريكية ممثلة في مؤشر “إس آند بي 500” في آخر 50 عامًا، ما يزيد قليلًا على 11% سنويًا في المتوسط.
وهذا لا ينفي بالطبع احتمالية كبيرة لتكبد الخسائر ويستدعي إجراءات للتحوط، سواء بسبب الحاجة الماسة للسيولة أو حتى الخوف أو ربما انهيار بعض الشركات كليًا مثلما كان في فترات الأزمة المالية العالمية (2008) أو فقاعة “دوت كوم” (2000- 2002) أو حظر تصدير النفط (1973- 1974).
ومع ذلك، في أعقاب كل انهيار كبير لسوق الأسهم، بدأت سلسلة مكاسب جديدة، وحتى إن اتسمت بالتذبذب أحياًنا، لكن السوق لم يكتف – عند الارتداد- بسنة واحدة فقط من الارتفاع بعد أي انخفاض، وإنما عامان متتاليان من المكاسب على الأقل و9 أعوام في بعض الحالات.
لكن إن كان التاريخ دليلًا، فهل هذا يعني أن الأسهم الأمريكية بصدد مكاسب قوية هذا العام، بما أنها خسرت نحو 18% في 2022 وكسبت 26% في 2023؟ فهل هي بحاجة لمكسب إضافي هذا العام أو في الأعوام القليلة المقبلة لمواصلة نمطها التاريخي؟
في الحقيقة لا شيء مؤكد، لكن تقارير بيوت الخبرة وأغلب محللي وول ستريت، يتوقعون استمرار ارتفاع مؤشر “إس آند بي 500” هذا العام، لكن مع مكاسب محتملة متباينة.
ورغم المخاوف الواسعة من نسبة التركيز الكبيرة في الأسهم، حيث تشكل أكبر 10 أسهم 33% من قيمة المؤشر الآن، قال “جولدمان ساكس” إن الأدلة التاريخية تشير إلى أن المؤشر يواصل الارتفاع خلال الـ 12 شهرًا اللاحقة لبلوغ ذروة التركيز.
