“صحيفة ‘لوموند’ تكشف عن الشراكة الاقتصادية المتنامية بين المغرب والصين في صناعة السيارات الكهربائية
أبرزت صحيفة لوموند الفرنسية في تقريرها الجديد الشراكة الاقتصادية المتزايدة بين المغرب والصين، والتي تركز بشكل خاص على الاستثمارات الصينية في قطاع صناعة السيارات الكهربائية.
التقرير يسلط الضوء على الطموحات الصينية في استخدام هذه الاستثمارات كوسيلة للوصول إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية، في ظل التدابير التي تهدف إلى تقليص واردات المنتجات الصينية.
ويشير التقرير إلى أن الصين أصبحت مهتمة بشكل متزايد بمناخ الأعمال في المغرب، وهو ما يعكس تصنيف مجلة دي إيكونوميست البريطانية للمغرب كأحد أفضل الوجهات للاستثمارات الصينية الخضراء في عام 2023.
في هذا السياق، تعتزم شركة CNGR الصينية، بالشراكة مع صندوق “المدى” الذي يمتلك الملك محمد السادس حصة كبيرة فيه، وكذلك مع عملاق صناعة البطاريات “غوشن”، استثمار حوالي 4 مليارات دولار في المغرب.
التقرير يوضح أن الصين تسعى من خلال هذه الاستثمارات إلى الوصول إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية، مع الالتفاف على التشريعات التي تستهدف تقليص وارداتها، مثل قانون خفض التضخم الذي اعتمده مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 2022.
هذا القانون يوفر اعتمادات ضريبية للبطاريات التي تُصنع من مكونات تأتي من دول ذات اتفاقيات تجارة حرة مع الولايات المتحدة، مثل المغرب.
ورغم أن هذا الإجراء الأمريكي يهدف إلى مواجهة السيارات الصينية في إطار الحرب التجارية بين البلدين، إلا أن الصين استخدمته لصالحها عن طريق توجيه استثماراتها إلى المغرب، مما يتيح لها الاستفادة من الإعفاءات الضريبية التي يوفرها هذا القانون.
كما يبرز التقرير أن الصين ستستفيد من احتياطيات المغرب من المعادن الأساسية اللازمة لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
ومن المتوقع افتتاح أول مصنع لإنتاج كبريتات الكوبالت في المغرب بحلول عام 2025، وهو مشروع تابع لمجموعة “مناجم”، التي تسعى لتلبية الطلب المتزايد على هذه المعادن.
و سيوفر المصنع طاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 5800 طن، ستُخصص بشكل رئيسي لشركة رينو، مع تزويد مجموعة BMW وشركة غلينكور.
وتسعى مجموعة “مناجم” أيضًا إلى افتتاح مصنع نحاس في مدينة تزنيت في عام 2025، وهو معدن أساسي في تصنيع محركات السيارات الكهربائية ومحطات الشحن، ويقدر احتياطي المنجم بأكثر من 600 ألف طن.
وفيما يتعلق بالفوسفات، الذي يمتلك المغرب 70% من احتياطياته العالمية، يتوقع الخبراء أن تزداد أهميته مع زيادة استخدام بطاريات فوسفات الحديد الليثيوم في السيارات الكهربائية على مستوى العالم، كما هو الحال في الصين.
يختتم التقرير بالقول إن المغرب، الذي أصبح في أقل من خمسة عشر عامًا أكبر منتج للسيارات في إفريقيا، يمكنه الاستفادة من هذه الاستثمارات ومن ميناء طنجة المتوسط، الذي يبعد أقل من ساعة عن إسبانيا وخمسة أيام عن السواحل الأمريكية، لتعزيز صادراته من السيارات الكهربائية.