ستيف هانكي ينتقد بشدة سعي البنوك المركزية لإصدار عملات رقمية
انتقد الخبير الاقتصادي العالمي ستيف هانكي يوم الاثنين جهود العديد من البنوك المركزية حول العالم لإصدار عملات رقمية، محذرًا من مغبة هذا السيناريو.
وأشار هانكي، المحاضر في جامعة جونز هوبكنز الأميركية، في تغريدة نشرها عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، إلى تقرير من المجلس الأطلسي – مؤسسة بحثية أمريكية – الذي يفيد بارتفاع عدد الدول التي تستكشف إمكانية إصدار عملات رقمية تابعة للبنك المركزي من 35 دولة في عام 2020 إلى 134 دولة حتى الآن.
وأكد هانكي موقفه المعارض للعملات الرقمية التابعة للبنوك المركزية، حيث قال: “أتفق مع صديقي المحاضر بجامعة دورهام، كيفن دود، في أن العملات الرقمية التابعة للبنوك المركزية أمر سيء”.
وأوضح هانكي أن كتابه الجديد بعنوان “ضد العملات الرقمية للبنوك المركزية” يلخص كيف أن تجارب العملات الرقمية للبنوك المركزية تُعتبر مجموعة من التجارب المهجورة والإخفاقات المحرجة والغطرسات الضخمة لصانعي السياسات.
وأشار هانكي إلى دراسة أجراها معهد كاتو – مؤسسة بحثية أمريكية – في عام 2022، والتي أظهرت أن 67% من الأميركيين يعارضون فكرة إصدار الاحتياطي الفيدرالي عملة رقمية.
وتحذر دراسة المعهد من أن البنوك المركزية حول العالم تستكشف بنشاط العملات الرقمية للبنوك المركزية، وبالفعل هناك بعض الدول التي أطلقت عملات رقمية خاصة بها، ومع ذلك فإن هذه الجهود لم تكن ناجحة في جذب المواطنين.
وبينما يُشير مؤيدو العملات الرقمية للبنوك المركزية إلى العديد من الفوائد المحتملة، فإن هذه الفوائد لا تقاوم التحليل النقدي، حيث فشل هؤلاء المؤيدون في التمييز بشكل فعّال بين العملات الرقمية للبنوك المركزية والدولار الرقمي الحالي.
ولكن العملات الرقمية للبنوك المركزية ليست مجرد تجربة ضائعة للحكومات، بل تشكل تهديدًا حقيقيًا للخصوصية المالية والحرية الاقتصادية، مع توقعات بأنها ستؤدي إلى توسيع المراقبة المالية وزعزعة استقرار النظام المالي بشكل عام، وهذا يمكن أن يفرض تكاليف هائلة على المواطنين الأميركيين.
وببساطة، لا يوجد سبب يبرر إصدار عملة رقمية للبنك المركزي الفيدرالي عندما تكون التكاليف مرتفعة للغاية والفوائد منخفضة للغاية.