يبدو أن هناك تحولاً كبيراً في سوق النقل الجوي بين المغرب وأوروبا، حيث سجلت شركة “ريان إير” الأيرلندية، التي دخلت السوق المغربي في عام 2019، قفزة هائلة في حصتها السوقية.
ففي الوقت الذي كانت فيه حصتها لا تتجاوز نصف مليون مسافر عند دخولها، أصبحت الآن الشركة الرائدة في هذا القطاع، حيث قاربت أعداد مسافريها عشرة ملايين، متفوقة بفارق كبير على الخطوط الملكية المغربية (RAM) التي جاءت في المرتبة الثانية.
و ساهمت “ريان إير” بشكل ملحوظ في نمو سوق النقل الجوي بين المغرب وأوروبا، حيث احتلت المرتبة الأولى برصيد 9,839,356 مقعداً، بزيادة كبيرة قدرها 96.7٪ مقارنة بعام 2019.
وهذا يعكس نجاح استراتيجيتها في تقديم رحلات منخفضة التكلفة، والتي جذبت أعداداً ضخمة من المسافرين.
و في المقابل، سجلت الخطوط الملكية المغربية (RAM) المرتبة الثانية بـ4,846,852 مقعداً، وهو ما يمثل انخفاضاً طفيفاً بنسبة 3٪ مقارنة بعام 2019.
أما شركة “العربية للطيران” فرع المغرب، فقد احتلت المرتبة الثالثة بطاقة استيعابية بلغت 3,186,444 مقعداً، مسجلة نمواً ملحوظاً بنسبة 26.4٪.
وتسود الشركات منخفضة التكلفة في الترتيب، حيث جاءت “إيزي جيت” في المرتبة الرابعة بـ2,901,475 مقعداً، تلتها شركة “Wizz Air” التي سجلت زيادة قوية بنسبة 606.4٪، إذ حققت طاقة استيعابية بلغت 411,842 مقعداً. كما ساهمت شركات الطيران الأوروبية الكبرى في تعزيز سوق النقل بين المغرب وأوروبا.
و احتلت شركة “ترانسافيا” المرتبة الخامسة بطاقة استيعابية قدرها 2,575,977 مقعداً، تلتها شركة “الخطوط الجوية الفرنسية” برصيد 1,217,697 مقعداً.
بينما جاءت “فولينج” في المرتبة السابعة بـ491,229 مقعداً، و”إيبيريا” في المرتبة الثامنة بـ505,805 مقعداً. بالمقابل، سجلت مجموعة “TUI” انخفاضاً كبيراً بلغ 32.8٪.
تُظهر هذه التطورات الكبيرة في السوق تأثير الشركات منخفضة التكلفة في تغيير موازين القوى في قطاع النقل الجوي بين المغرب وأوروبا.
بينما تتفوق “ريان إير” في الحصة السوقية، تواجه الخطوط الملكية المغربية تحديات كبيرة في الحفاظ على موقعها، مما يبرز أهمية استراتيجيات التوسع والابتكار في صناعة الطيران.
