روسيا تقترح تعديلات على أنظمة الدفع في مجموعة بريكس لتعزيز التعاون الاقتصادي
في خطوة تهدف إلى تقليل الاعتماد على النظام المالي العالمي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة وأوروبا، اقترحت روسيا تعديلات جديدة على أنظمة الدفع عبر الحدود بين دول مجموعة بريكس، التي تضم البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب إفريقيا.
و تأتي هذه المبادرات في ظل الضغوط الناتجة عن العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، وتهدف أيضًا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول المجموعة.
تشمل التعديلات المقترحة تطوير شبكة من البنوك التجارية القادرة على إجراء المعاملات باستخدام العملات المحلية، بالإضافة إلى إنشاء روابط مباشرة بين البنوك المركزية للدول الأعضاء.
وفقًا لتقرير مشترك بين وزارة المالية الروسية وبنك روسيا وشركة الاستشارات “ياكوف وشركاه”، فإن هذه التحسينات تسعى إلى إنشاء نظام متعدد العملات يحمي الدول المشاركة من العقوبات العابرة للحدود.
تتضمن الخطة أيضًا إقامة مراكز للتجارة المتبادلة في السلع الأساسية مثل النفط والغاز الطبيعي والحبوب والذهب، مما يمكّن هذه الدول من توسيع نطاق تعاونها الاقتصادي بعيدًا عن الدولار.
وفي إطار هذه الجهود، أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف عن خطة لإطلاق منصة مالية موحدة للمقاصة وإعادة التأمين، مما سيساهم في تعزيز استخدام العملات الوطنية في التجارة البينية بين الدول الأعضاء.
و تعد هذه الخطوة ضرورية لتقليل تكاليف المعاملات المالية وتعزيز استقلالية الدول الأعضاء عن الدولار الأمريكي.
من بين البدائل التقنية التي تدفع بها روسيا، تبرز تقنية “دفتر الأستاذ الموزع” (DLT)، التي تهدف إلى تبسيط وتسريع عمليات التسوية المالية.
قد تساهم هذه التقنية في تقليل الاعتماد على الكيانات الوسيطة وتجعل عمليات التحقق من الامتثال غير ضرورية، مما يؤدي إلى تخفيض التكاليف وتقليل مخاطر الائتمان.
ومع ذلك، يواجه هذا الطرح تحديًا كبيرًا، حيث لا تزال العديد من دول بريكس، مثل الهند والصين، تعتمد بشكل كبير على النظام المالي العالمي القائم على الدولار، والذي يمثل 58% من المدفوعات الدولية حسب مؤسسة بروكينغز.