تقرير : المغرب في مقدمة الدول لتحقيق أهداف الطاقة المتجددة
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتمكن المغرب من تجاوز أهدافه المتعلقة بقدرات الطاقة المتجددة بحلول نهاية العقد الحالي، ويُعتبر من بين ثلاث دول فقط في المنطقة التي ستحقق ذلك.
بينما يُظهر تقرير الوكالة أن دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، باستثناء المغرب والإمارات وعمان، ستعاني من صعوبة تحقيق أهدافها في هذا المجال، حيث تشير التوقعات إلى أن هذه الدول ستفشل في الوصول إلى الهدف الإجمالي المحدد بـ201 غيغاواط بحلول عام 2030.
ويُظهر التقرير أن هناك احتمالية لتأخر تحقيق الأهداف الخاصة بإنتاج “الطاقة الخضراء” في المنطقة بنسبة تصل إلى 26 بالمئة، مما يستدعي اتخاذ إجراءات سريعة لتحسين الأداء.
وعلى الرغم من ذلك، يُمكن أن تشهد المنطقة نمواً يصل إلى 60 بالمئة (152 غيغاواط) إذا تم التغلب على ثلاثة تحديات رئيسية.
التحدي الأول يتمثل في تسريع طلبات العروض، إذ يتطلب الأمر أكثر من عام لإتمام العملية من فتح العروض إلى توقيع عقود شراء الطاقة. تحسين هذه العملية سيمكن المشاريع من الانطلاق بسرعة أكبر.
التحدي الثاني يتعلق بتحسين البيئة التنظيمية والسياساتية للطاقة الشمسية الموزعة، من خلال تنفيذ إصلاحات تسمح بالاستهلاك الذاتي وتقديم تعويض عن فائض الكهرباء المولدة.
ورغم أن بعض الدول وضعت أطرًا قانونية في هذا الصدد، إلا أن التنفيذ لا يزال يمثل عقبة.
أما التحدي الثالث فيتمثل في تعزيز كهربة الصناعة، بدلاً من الاعتماد على الوقود الأحفوري، وإزالة الحواجز أمام دخول السوق، مما يتيح استخدام عقود شراء الطاقة بشكل أوسع.
كما تطرق التقرير إلى جهود دول المنطقة في تقليل انبعاثات الكربون من خلال توليد الكهرباء المتجددة أو شرائها عبر عقود شراء الطاقة.
وفي هذا السياق، سلط الضوء على إعلان المكتب الشريف للفوسفاط عن خطط لتركيب 200 ميغاواط من الطاقة الكهروضوئية كجزء من استراتيجيته للتحول من الغاز إلى الطاقة الشمسية.
لكن التقرير أشار إلى تباطؤ في نمو مشاريع الطاقة الشمسية المركزة، مع وجود شكوك حول مدى قدرة الحكومات في تنفيذ خططها لهذه التكنولوجيا.
حيث إن المغرب فتح مناقصتين لمشاريع هجينة بقدرة إجمالية تصل إلى 1,030 ميغاواط منذ عام 2016، إلا أن البناء لم يبدأ بعد.
وفي الجولة الأولى من المناقصات، تم تخصيص 380 ميغاواط للطاقة الشمسية المركزة، ولكن المشروع توقف بسبب تحول المطورين إلى الطاقة الكهروضوئية أو استخدام البطاريات بدلاً من التخزين الحراري.
وقد أثارت الأعطال الأخيرة في محطة الطاقة الشمسية المركزة “نور I” (بقدرة 160 ميغاواط) تساؤلات حول جدوى هذه التكنولوجيا.
مع ذلك، يُظهر التقرير أن الحكومة مستمرة في فتح طلبات عروض جديدة لمشاريع هجينة تعتمد على الطاقة الكهروضوئية والبطاريات، رغم الشكوك المطروحة حول خطط الحكومة الخاصة بالطاقة الشمسية المركزة.