تشتري شركة كل 3 أسابيع .. ما أبرز صفقات آبل تاريخيًا؟ ولماذا تدفع القليل دائمًا؟
في مطلع عام 2021، قال الرئيس التنفيذي لـ “آبل”، “تيم كوك”، إن صانعة “أيفون” استحوذت على أكثر من 100 شركة في 6 سنوات (2015- 2020)، أي أنها كانت تشتري شركة واحدة على الأقل كل 3 أسابيع تقريبًا.
وأخبر “كوك” المساهمين آنذاك، أن صفقات الشراء تهدف في الغالب إلى الاستحواذ على التقنيات والمواهب، على الرغم من أن حجم صفقات “آبل” كان أقل كثيرًا (لم تتجاوز أي صفقة 3 مليارات دولار قط) مقارنة بصفقات المنافسين أمثال “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ميتا”.
على أي حال، كانت هذه استراتيجية “آبل” والتي نجحت من خلالها أن تكون أول شركة في العالم تتجاوز قيمتها السوقية 3 تريليونات دولار، على الرغم من الانتكاسات التي أصابت بعض الاستثمارات وانتهت بتصفيتها أحيانًا.
وتشير التقديرات إلى امتلاك “آبل” بين 110 و130 شركة (كثير من الصفقات لا تكشف عنها الشركة أو تكشف عن تفاصيل قليلة بشأنها) بقيمة تتجاوز 8 مليارات دولار، وأغلبها شركات صغيرة دمجتها في أعمالها الخاصة بدلًا من الإبقاء على علامتها التجارية.
أكبر صفقات الاستحواذ التي نفذتها آبل |
|||
الترتيب |
الشركة المستحوذ عليها |
تاريخ الصفقة |
قيمة الصفقة (مليون دولار) |
1 |
بيتس إلكترونيكس |
2014 |
3000 |
2 |
إنتل سمارت فون موديم |
2019 |
1000 |
3 |
ديالوج سيميكوندكتور |
2018 |
600 |
4 |
أنوبيت تكنولوجيز |
2011 |
500 |
5 |
تكستشر |
2018 |
485 |
6 |
شازام |
2017 |
400 |
7 |
نكست |
1996 |
400 |
8 |
برايم سينس |
2013 |
360 |
9 |
أوثينتيك |
2012 |
356 |
10 |
بي إيه سيمي |
2008 |
278 |
ومع ذلك، كانت بعض الصفقات حاسمة في تطوير منتجاتها، مثل استحواذها على تطبيق “سيري” في عام 2010 مقابل مبلغ لم تكشف عنه، ومن ثم دمج تقنية المساعد الشخصي الصوتي في معظم منتجاتها.
وأيضًا صفقة “بيتس” لخدمات الموسيقى والسماعات، التي كانت أكبر صفقة معروفة لشركة “آبل” حتى الآن، والتي عززت من قائمة منتجات وخدمات صانعة “أيفون” في نهاية المطاف.
لماذا تستحوذ آبل على الشركات؟
– قال أصحاب بعض الشركات إن صفقات أو حتى عروض الشراء من “آبل” كانت بمثابة تجربة قوية لهم، حيث لا تشتري صانعة “أيفون” الشركات دون حسابات دقيقة تضمن لها دائمًا أفضل صفقة ممكنة، وأنها تتعمد دائمًا إخفاء ما اشترته، إذا استطاعت.
– في عام 2019، كان من المعروف أن “آبل” اشترت 6 شركات، بما في ذلك أعمال “إنتل” للجوالات الذكية، لكن “تيم كوك” قال في مايو من نفس العام إن الشركة اشترت ما بين 20 و25 شركة في الأشهر الستة السابقة.
– قال “كوك” سابقًا: “إذا كان لدينا أموال متبقية، فإننا ننظر لمعرفة ما يمكننا القيام به، ونستحوذ على كل ما نحتاجه والذي يمكن أن يناسبنا وله غرض استراتيجي، وبالتالي نستحوذ على شركة في المتوسط، كل أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع”.
– تقول مصادر مطلعة إن “آبل” لديها فريق استحواذ تتمثل وظيفته في تجهيز الصفقات وعرضها مهيئة للتنفيذ، ويجري استكمال جميع المفاوضات والإجراءات القانونية، بمجرد أن تتخذ الشركة قرار الشراء في النهاية.
استراتيجية آبل الخاصة
– في حين أن صفقات “آبل” كانت صغيرة الحجم مقارنة بأبرز منافسيها في مجال التكنولوجيا، فإنها كانت تركز بالأساس على اقتناء التقنيات الناشئة أو الموظفين أصحاب المهارات العالية، لذلك فإن صفقات الشركة هي “عمليات شراء استراتيجي”.
– ذكرت مصادر أن استراتيجية الاستحواذ لدى “آبل” تهدف بالفعل إلى الحصول على موظفين فنيين موهوبين من شركات أصغر، وغالبًا ما تقيم هذه الشركات من حيث عدد المهندسين العاملين لديها، وبعد الاستحواذ، تدمجهم “آبل” بسرعة وهدوء في فرقها.
– استخدمت “آبل” عمليات الاستحواذ لتسريع التوسع في المجالات التي تحتاج فيها إلى المواهب الفنية أو ترى فيها تقنية معينة يمكن أن تميزها عن منافسيها، وبذلك، أصبحت الصفقات الأصغر حجمًا السمة المميزة لصانعة “أيفون” بخلاف شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى.
– قال “كوك” في عام 2019 أن نهج الشركة هو تحديد “أين تواجه تحديات فنية”، ثم شراء الشركات التي تعالجها، وكان أحد الأمثلة على ذلك الاستحواذ على “أوثينتيك” في عام 2012، ما ساعدها في تطوير تقنية ماسح بصمات الأصابع.
– واصلت “آبل” الاستحواذ على العديد من الشركات في مجال الواقع المعزز والافتراضي، والخرائط، والصحة، وأشباه الموصلات، ما ينبئ بمنتجات أو خدمات مستقبلية ربما يكون بعضها استثنائيًا، وأخيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يُعتقد أنه سيشكل مستقبل البشر والتكنولوجيا والاقتصاد.
– وفقًا لتقرير حديث صادر عن شركة إدارة المحافظ “ستوك ليتيكس” Stocklytics”، استحوذت “آبل” على 32 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي في عام 2023، متفوقة على “جوجل” (21 شركة) و”ميتا” (18) و”مايكروسوفت” (17) و”أمازون” (10).
– هل من الممكن (إذا كان التاريخ دليلًا لتوقع المستقبل) أن تشكل صفقات “آبل” الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي ضمانًا لاستمرار ريادة صانعة “أيفون” في أعمال الأجهزة والخدمات على حد سواء، مع فرصة أفضل للتوسع وتعظيم القيمة في المستقبل؟