تسلا أمام تحدي جديد ..هل يوافق مساهموها على منح ماسك حزمة تعويضات بقيمة 56 مليار دولار؟

“تسلا” على موعد الخميس المقبل الموافق الثلاث عشر من يونيو خلال الاجتماع السنوي مع فرز نتائج التصويت على حزمة تعويضات المدير التنفيذي “إيلون ماسك” المقترحة – الأكبر في التاريخ على الإطلاق –  بقيمة 56 مليار دولار.

وفي أواخر يناير، حكم قاضي محكمة ديلاوير الأمريكية لصالح مستثمري الشركة ببطلان حزمة الراتب والمكافآت – التي تم إقرارها عام 2018 – وبعد ذلك قدم مجلس إدارة الشركة مقترحات لنقل مقر “تسلا” إلى تكساس بدلاً من ديلاوير وطلب من المساهمين إعادة تأكيد حزمة تعويضات “ماسك”.

 وعلى الرغم من أن التصويت – الذي سيكون بمثابة استفتاء على قيادة “ماسك” – لن يحل محل قرار المحكمة بشكل مباشر، لكن تأمل صانعة السيارات الكهربائية أن يكون حاسمًا في أي معركة قانونية مستقبلية.

ويخطط مستثمرون مؤسسيون رئيسيون مثل صندوق الثروة السيادي النرويجي وأكبر صندوق معاشات تقاعد في أمريكا “كالبرز” لرفض تلك الحزمة.

وبعد ظهور تلك المعارضة بدأت “تسلا” البحث عن دعم المستثمرين الأفراد الذين يشكلون نسبة عالية من قاعدة ملكية الشركة، بينما يرى الخبراء أن صغار المستثمرين يميلون لتفضيلات الإدارة، إلا أنهم في كثير من الأحيان لا يكلفون أنفسهم عناء التصويت.

وكتب “ماسك” في منشور على “إكس”: “صوت ما يقرب من 90% من المساهمين الأفراد لصالح حزمة التعويضات”، وفي حال كانت تلك الحصيلة صحيحة، فلن يلزم سوى الحصول على صوت واحد من كل خمسة أصوات مؤسسية لصالحه للفوز بالتعويضات.

ووجدت شركة الأبحاث “إس أند بي جلوبال ماركت إنتلجنس” أنه اعتبارًا من الخامس من يونيو، فإن حوالي 43% من الأسهم العادية لشركة “تسلا” مملوكة لفئة المساهمين “العامة وغيرهم” التي تشمل الأفراد وغيرهم من خارج الفئات الرئيسية للمستثمرين المؤسسين والشركات.

وتبلغ حصة “ماسك” في الشركة حوالي 13%، ومن بين كبار المستثمرين الخارجيين تمتلك “فانجارد” 7.2% من الأسهم، و”بلاك روك” 5.9%، لكن لم تعلق أيًا منهما على نواياهما التصويتية.

ماذا لو تم رفض المقترح؟

في حال لم تتم الموافقة على تلك الحزمة، فهناك احتمال بابتعاد “ماسك” عن الشركة، إذ كتبت “روبين دينهولم” رئيسة مجلس الإدارة في رسالة للمساهمين: يمكن أن يقضي “ماسك” وقته في العمل في أماكن أخرى إذا لم تتم الموافقة، وذلك نظرًا لأن الملياردير يتولى بالفعل أدورًا قيادية في خمس شركات أخرى على الأقل منها “سبيس إكس” ومنصة “إكس”.

وعلى الرغم من أن أسهم “تسلا” تشكل غالبية صافي ثروة “ماسك”، فإن حصته في “سبيس إكس” تصل إلى 71.2 مليار دولار، وحصته في “إكس” تبلغ 8.4 مليار دولار، حسب تحليلات أجرتها “واشنطن بوست” في فبراير من هذا العام.

وأضافت “دينهولم”: الشىء الوحيد الذي لا يملكه “إيلون” بالتأكيد هو الوقت غير المحدود، ونريد أن تكون طاقته وأفكاره ووقته لـ “تسلا”، لصالحكم، ولكن هذا يتطلب الاحترام المتبادل، وأكدت على أن الأمر لا يتعلق بمليارات الدولارات التي سيحصل عليها “ماسك” بل مرتبط بالوفاء بالحزمة الموعودة التي وافقت الشركة على دعمها من قبل.

ذكرت “كورتني يو” مديرة الأبحاث لدى شركة الاستخبارات التنفيذية “إيكويلر” لمجلة “فورتشن”: حزمة “ماسك” هي الأكبر بين المدراء التنفيذيين للشركات العامة على الإطلاق، وإذا نجح التصويت فلن يصبح “ماسك” الأغنى فحسب، بل سيقترب من امتلاك حوالي 25% من الشركة، وقد صرح من قبل بأن هذا ما يريده.

وتوقع “توني ساكوناغي” المحلل لدى شركة الأبحاث “برنشتاين” تراجع سهم “تسلا” بحوالي 5% في حال رفض حزمة التعويضات، لأنه قد تجعل “ماسك” أقل تفاعلاً وتجرف انتباهه بعيدًا عن الشركة.

وأخيرًا، ففي حال تم رفض تلك التعويضات فسيتعين على مجلس الإدارة اكتشاف طريقة جديدة لتعويض “ماسك”، والأهم من ذلك هو أنه لا يمكن التنبؤ برد فعل الملياردير على التصويت بالرفض.

كيف تقارن الحزمة مع تعويضات غيره من المسؤولين؟

تصدر “هوك إي.تان” المدير التنفيذي لشركة “برودكوم” القائمة التي تصدرها “إيكويلر” بالتعاون مع “أسوشيتد برس” لدراسة تعويضات المدراء التنفيذيين للشركات المدرجة بمؤشر “إس أند بي 500”.

كما حصل “تيم كوك” المدير التنفيذي لـ “آبل” على 63 مليون دولار فقط في 2023، و”ساتيا ناديلا” الرئيس التنفيذي لـ “مايكروسوفت” على 48.5 مليون دولار، أي ما يمثل أقل من 1% من الحزمة المقترحة للملياردير “ماسك”.

وفسرت “دينهولم” ذلك الفارق الواسع قائلة: الطريقة التقليدية التي تعوض بها الشركات كبار مدرائها التنفيذيين لن تحقق نتائج “تسلا”، إن تحفيز شخص مثل “ماسك” يتطلب أمرًا مختلفًا.