اقتصاد المغرب

تسارع التنافس الفرنسي الإسباني على السوق المغربية بعد الاعتراف بمغربية الصحراء

أثار الاعتراف الفرنسي الأخير بمغربية الصحراء اهتمامًا واسعًا، حيث أعاد هذا الموقف تسليط الضوء على التنافس بين إسبانيا وفرنسا على السوق المغربية، خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة.

وبحسب ما نقلته جريدة “جون أفريك”، فإن المنافسة بين فرنسا وإسبانيا تزايدت بشكل ملحوظ، إذ حصل التحالف الذي يضم شركة إجيز الفرنسية، وشركة سيسترا، والشركة المغربية نوفك، على عقد لإدارة مشاريع البنية التحتية لخط القطار فائق السرعة بين القنيطرة ومراكش.

جاء هذا العقد بقيمة 1.4 مليار درهم (130 مليون يورو)، بعد منافسة شديدة حيث كانت شركة إينيكو الإسبانية تُعتبر الأوفر حظًا بفضل عرضها المالي الأقل.

ويُعتبر هذا العقد بمثابة ساحة جديدة للصراع الدبلوماسي بين باريس ومدريد، حيث يُنظر إلى اختيار شركة فرنسية بدلاً من شركة إسبانية، رغم تفوق العرض الإسباني، كدليل على التأثير المتزايد للدبلوماسية الفرنسية في المغرب.

و تأتي هذه الصفقة في ظل تنامي العلاقات الفرنسية المغربية، لا سيما بعد تأكيد الرئيس الفرنسي على مغربية الصحراء.

كما أن الطموحات الإسبانية الاستثمارية في المغرب، التي تُقدّر بحوالي 45 مليار درهم حتى عام 2050، تدفع الشركات الإسبانية للتنافس على مشاريع ضخمة، مع مشروع “سكك حديد المغرب” الذي يُعد من أبرز هذه المشاريع.

يُذكر أن المكتب الوطني للسكك الحديدية برئاسة محمد ربيع الخليع خصص ميزانية ضخمة تبلغ 375 مليار درهم لتوسيع الشبكة.

توقعات الخبيرة هدى بنغازي تشير إلى أن قطاع السكك الحديدية سيكون القادم من بين المشاريع التي ستشهد تعاونًا كبيرًا بين المغرب وإسبانيا، بفضل الخبرة الإسبانية والقرب الجغرافي بين البلدين.

ومع تحسن العلاقات بين الرباط وباريس، تتوقع أن تستمر المنافسة بين الشركات الإسبانية والفرنسية في هذا القطاع.

وفيما يتعلق بقطاع تحلية المياه، الذي يُعتبر حيويًا للمغرب في ظل شح المياه، تسعى الحكومة المغربية إلى تنفيذ خطة طموحة لإنشاء عشر محطات لتحلية المياه بحلول عام 2030. تتنافس شركات كبرى في هذا المجال، مثل الإسبانية أبينغوا وأكسيونا، إلى جانب الفرنسية إنجي وسويز.

وقد فاز تحالف بقيادة شركة أكسيونا الإسبانية بمناقصة لإنشاء أكبر محطة لتحلية المياه في أفريقيا بمدينة الدار البيضاء، متفوقًا على شركات فرنسية ومغربية أخرى.

كما أن شركة إنجي الفرنسية، بالشراكة مع مجموعة ناريفا، حصلت على عقد بقيمة 2 مليار درهم لبناء محطة تحلية مياه تعمل بالكامل بالطاقة المتجددة في مدينة الداخلة بالصحراء.

و أكد وزير الصناعة والتجارة المغربي، رياض مزور، أن المغرب يرحب بالاستثمارات الفرنسية في مجال الطاقة المتجددة، في ظل المنافسة الشديدة من الشركات الأخرى، وذلك لتعزيز حضور الشركات الفرنسية في هذا القطاع الواعد.

 

المصدر : جريدة العمق

0
0
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى