ترقب الأسواق العالمية لقرار الفائدة الأمريكي وسط تغيرات كبيرة في الأسواق المالية
تترقب الأسواق المالية العالمية بشدة إعلان قرار الفائدة الأخير من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الذي سيُعلن مساء غدٍ الأربعاء، في وقت تتزايد فيه التوقعات بأن يقوم البنك المركزي بخفض سعر الفائدة للمرة الثالثة هذا العام 2024.
وتشهد الأسواق المالية حالياً تطورات هامة تؤثر على تحركات السلع، العملات والأسهم. فيما يلي أبرز هذه التطورات:
أولاً: الأسواق العالمية وأداء الأسهم
تراجعت معنويات المخاطرة في الأسواق، مما أثر سلباً على أداء الأسهم الأوروبية والأمريكية، وسط قلق من استمرار تبعات السياسات النقدية المشددة رغم خفض الفائدة الأخير. ورغم تخفيض الفائدة، إلا أن التوقعات تشير إلى أنها قد لا تكون كافية لتحفيز الاقتصاد في ظل التحديات الراهنة.
في هذا السياق، أظهرت بيانات معهد Ifo الألماني، التي تم نشرها اليوم، تراجعاً في مناخ الأعمال الألماني إلى 84.7 نقطة، وهو أقل من التوقعات التي كانت تشير إلى نمو المؤشر إلى 85.5 نقطة في دجنبر .
هذا التراجع يسلط الضوء على التأثير السلبي على أكبر اقتصادات منطقة اليورو، وبالتالي على النمو الاقتصادي في المنطقة بشكل عام.
من جهة أخرى، تضررت الأسهم الأمريكية جراء الانكماش الذي سجله الإنتاج الصناعي الأمريكي بنسبة 0.1% في نوفمبر، ليواصل الانخفاض للشهر الثاني على التوالي.
كما زادت الضغوط على الأسواق الأمريكية بسبب تراجع التوقعات بشأن خفض الفائدة الأمريكية في العام المقبل، حيث بدأت الأسواق في تسعير تخفيضات محتملة بمقدار 50 نقطة أساس، بما في ذلك خفض الفائدة المرتقب غداً.
ثانياً: سوق العملات الرئيسية
سجل الدولار الأمريكي استقراراً في تداولات اليوم، في ظل انتظار الأسواق لقرار الفائدة الأمريكي. من المتوقع أن يؤثر قرار الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير على أداء الدولار مقابل العملات الأخرى، خاصة مع التوقعات بأن يشمل القرار توجيهات حول مسار الفائدة المستقبلية.
بينما شهد الجنيه الاسترليني تحركات قوية، مدفوعاً بالبيانات الإيجابية عن سوق العمل في بريطانيا، التي أظهرت تسارعاً في نمو الأجور.
هذه البيانات تشير إلى أن بنك إنجلترا قد يضطر لإبطاء سياسة التيسير النقدي، وربما الإبقاء على السياسة النقدية مشددة لضمان استمرار انخفاض التضخم.
على الجانب الآخر، تراجع اليورو أمام الدولار الأمريكي بعد تدهور بيانات مناخ الأعمال في ألمانيا، ما عزز المخاوف بشأن أداء الاقتصاد الأوروبي. كما زادت التوقعات بأن يواصل البنك المركزي الأوروبي خفض الفائدة بوتيرة أسرع، مما يعكس تحولاً نحو السياسة النقدية الأقل تشدداً.
ثالثاً: السلع الرئيسة
شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظاً نتيجة لارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما رفع تكلفة الفرصة البديلة للذهب. كما تراجعت التوقعات بشأن تخفيضات الفائدة الأمريكية في العام المقبل، مما أضعف جاذبية الذهب كملاذ آمن.
في ذات السياق، تراجعت أسعار النفط لتصل إلى أدنى مستوياتها في أسبوع، نتيجة للقلق بشأن الطلب العالمي على النفط. تدهور مناخ الأعمال في ألمانيا، بالإضافة إلى البيانات السلبية من الصين حول نمو مبيعات التجزئة، أثار مخاوف المستثمرين بشأن مستقبل الطلب على النفط الخام.
و تظل الأسواق المالية تحت ضغط كبير نتيجة للمخاوف الاقتصادية المتزايدة، وتواصل الأسواق التفاعل مع أي إشارات تتعلق بالسياسات النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وفي ظل هذه التحولات، تترقب الأسواق بفارغ الصبر قرار الفائدة الأمريكي الذي قد يكون له تأثيرات كبيرة على الاتجاهات الاقتصادية القادمة.