ترامب يعيد توجيه بوصلة الطاقة: بين زيادة إنتاج الوقود الأحفوري ومواجهة السياسات المناخية
مع عودته إلى المشهد السياسي، وعد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإحداث تحول جذري في سياسة الطاقة الأمريكية، متعهدًا بإزالة القيود التنظيمية التي فرضتها إدارة جو بايدن على التنقيب عن النفط والغاز.
بدلاً من التركيز على مصادر الطاقة النظيفة، يهدف ترامب إلى تعزيز إنتاج الوقود الأحفوري وتحقيق هيمنة أمريكية في أسواق الطاقة العالمية.
و في ولايته الأولى، ألغى ترامب مئات الإجراءات البيئية وسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، مما أثار جدلاً واسعًا حول تأثير هذه القرارات على البيئة.
وفي ظل ترشيح كريس رايت، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة ليبرتي إنرجي، لقيادة وزارة الطاقة، تتضح نوايا ترامب لتوسيع نطاق استخدام الوقود الأحفوري.
رايت، المعروف بمعارضته للسياسات المناخية وتأكيده على أولوية الطاقة الآمنة والميسورة التكلفة، يُعد خيارًا استراتيجيًا لتعزيز خطط ترامب الطاقوية.
و على الرغم من افتقاره للخبرة السياسية، يتمتع رايت بخلفية علمية قوية، حيث حصل على درجات متقدمة في الهندسة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وهو معروف بانتقاده للصيغ المناخية الرائجة مثل “أزمة المناخ”، مشيرًا إلى أن الفوائد المترتبة على زيادة استهلاك الطاقة تفوق التأثيرات السلبية لتغير المناخ.
ويعتبر هذا التوجه تحديًا مباشرًا لهدف إدارة بايدن المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول 2050. ومن المتوقع أن يركز رايت على تقليص البيروقراطية وخفض تكاليف الطاقة، مما يتماشى مع وعود ترامب الانتخابية.
أحد الملفات الحساسة التي تواجه رايت هو الرسوم المفروضة على انبعاثات الميثان، والتي أثارت انقسامًا داخل الصناعة.
وبينما تدعم شركات كبرى مثل إكسون موبيل هذه الرسوم، تعارضها جماعات الضغط في قطاع النفط والغاز.
التغير في انبعاثات شركات الصناعة (بالطن من مكافئ ثاني اكسيد الكربون لكل ألف برميل من مكافئ النفط) | ||||||||
الفترة | الشركات الرئيسية | الشركات ذات رأس المال الكبير | الشركات ذات رأس المال المتوسط | الشركات ذات رأس المال الصغير | ||||
2023 | 1.91 | 1.45 | 2.85 | 2.7 | ||||
2022 | 2.11 | 1.41 | 2.76 | 2.24 | ||||
2021 | 3.0 | 1.7 | 2.8 | 3.04 |
الرسوم التي بدأ تطبيقها تحت إدارة بايدن تهدف إلى تقليل الانبعاثات، لكنها تُثقل كاهل المنتجين الأصغر بشكل خاص.
وفي حال عودة ترامب، قد يتم تخفيف هذه اللوائح، مما يمنح دفعة للصناعة ولكن على حساب الالتزامات المناخية.
و رغم أن بايدن ركز على دعم الطاقة الخضراء والحد من استخدام الوقود الأحفوري، شهدت شركات النفط الكبرى أداءً ماليًا قويًا خلال ولايته. حققت أكبر أربع شركات في القطاع تدفقات نقدية ضخمة بلغت أكثر من 330 مليار دولار، مقارنة بـ91 مليار دولار فقط في ولاية ترامب الأولى.
ويُرجع الخبراء هذا الأداء إلى تفضيل الديمقراطيين سياسات تحد من الإنتاج، مما يدعم أسعار النفط لصالح الشركات الكبرى. مع ذلك، يبقى نهج ترامب جذابًا للمنتجين الأصغر، الذين يأملون في تخفيف الحواجز التنظيمية لتحقيق طفرة إنتاجية.
بينما يستعد قطاع الطاقة الأمريكي لمسار جديد تحت إدارة ترامب المحتملة، يبقى السؤال الأكبر حول مدى تأثير هذه السياسات على البيئة والتزامات الولايات المتحدة الدولية.
في ظل هذا المشهد المتغير، تبدو صناعة الوقود الأحفوري في موقف قوي، لكن الثمن قد يكون على حساب الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ.