تراجع البلاديوم وسط توترات جيوسياسية متصاعدة بين روسيا والغرب

شهدت أسعار البلاديوم انخفاضًا ملحوظًا خلال تداولات اليوم، متأثرة بارتفاع الدولار الأمريكي ومتابعة الأسواق للتوترات المتزايدة بين روسيا والدول الغربية.
تأتي هذه التحركات في ظل توقعات بتغير ديناميكيات العرض والطلب على المعدن الصناعي خلال الأعوام المقبلة.
و أعلنت شركة “نورنيكل”، أكبر منتج عالمي للبلاديوم والنيكل، عن توقعاتها بفائض عالمي في النيكل يصل إلى 150 ألف طن خلال الفترة من 2024 إلى 2025.
وبخصوص البلاديوم، تتوقع الشركة أن يشهد السوق توازنًا في عام 2024 واستقرارًا كاملاً بحلول عام 2025، متراجعة عن تقديرات سابقة بنقص 900 ألف طن من البلاديوم العام المقبل.
يُعزى فائض النيكل بشكل كبير إلى زيادة إنتاج النيكل الكاثودي في الصين، ما يغير معادلات العرض والطلب العالمية.
و رغم أن “نورنيكل” لم تخضع لعقوبات غربية مباشرة، إلا أن القيود المفروضة على روسيا دفعت العديد من الشركات الغربية لتجنب شراء المعادن الروسية. هذا التحول دفع الشركة إلى إعادة توجيه مبيعاتها نحو الأسواق الآسيوية، في خطوة لتعويض فقدان العملاء الغربيين.
وفي سياق منفصل، أعلنت الإدارة الأمريكية السماح للجيش الأوكراني باستخدام صواريخ بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا. ورداً على ذلك، صعّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإطلاق صواريخ فرط صوتية على أوكرانيا، وهدد باستهداف مناطق تابعة لحلف الناتو.
يرى مراقبون أن هذه التطورات تعزز تعقيد المشهد السياسي وتقلل فرص التوصل إلى تسوية قريبة للحرب، خاصة مع اقتراب دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض، الذي وعد بإنهاء الصراع عند توليه المنصب.
يُعتبر البلاديوم من المعادن الحيوية التي تصدرها روسيا، وأي تصعيد جيوسياسي يمكن أن يؤثر على المعروض العالمي، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ويشير تقرير من وكالة “بلومبرج” إلى احتمال قيام الولايات المتحدة بتغليظ العقوبات على روسيا، مع استهداف معادن استراتيجية مثل البلاديوم.
على الجانب الآخر، شهد مؤشر الدولار ارتفاعًا بنسبة 0.4% إلى 106.6 نقطة بحلول الساعة 16:06 بتوقيت جرينتش، مما زاد من الضغوط على أسعار السلع، بما في ذلك البلاديوم. في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة للبلاديوم تسليم مارس بنسبة 2.3% لتصل إلى 973.5 دولارًا للأوقية، مقتربة من حاجز الألف دولار للأوقية، الذي كانت قد تجاوزته مؤخرًا.
و رغم الانخفاض الأخير، لا تزال خسائر البلاديوم محدودة منذ بداية العام. تجدر الإشارة إلى أن المعدن سجل أعلى مستوياته التاريخية في مارس 2022، متجاوزًا حاجز 3000 دولار للأوقية في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
تعكس تحركات البلاديوم الحالية مزيجًا من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، حيث يشهد المعدن ضغوطًا من ارتفاع الدولار وعقوبات محتملة ضد روسيا. وفي ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، يبقى البلاديوم مرآة لتداعيات الصراع الروسي الغربي على الأسواق العالمية.