تحركات إسبانية لنقل إدارة خدمات الملاحة الجوية في الصحراء المغربية لصالح المغرب
كشف النائب البرلماني الإسباني عن تحالف “GPPLU”، أرماس غونزاليز، عن معلومات موثوقة من داخل قطاع الطيران الإسباني تشير إلى وجود تحركات داخل وزارة النقل الإسبانية لنقل مسؤولية تقديم خدمات الملاحة الجوية (ATS) في المجال الجوي للصحراء لصالح المغرب.
وطرح غونزاليز هذا المعطى في سؤال كتابي موجه إلى وزارة النقل الإسبانية بتاريخ 12 نونبر 2024، حيث أشار إلى أن هذه الخطوة، إذا تم تأكيدها، ستشكل تنازلاً من إسبانيا عن السيطرة على المجال الجوي للصحراء لصالح المغرب. واعتبر النائب هذا التوجه بمثابة “تنازل من الباب الخلفي”.
وأشار غونزاليز إلى أن التنازل عن خدمات ATS لمقدمي الخدمات الأجانب يحدث عادة في مناطق محدودة وبسبب أسباب تتعلق بحركة المرور أو لتسهيل تبادل التحكم الجوي، إلا أن الوضع الحالي بالنسبة للمجال الجوي للصحراء المغربية يبدو أكثر تعقيدًا من النموذج المعتاد.
وأوضح أن التعاون الحالي بين إسبانيا وموريتانيا يقتصر على مساحات محدودة وارتفاعات محددة لضمان سلامة حركة المرور الجوي، وهو ليس تنازلًا كاملاً كما هو الحال في النقاشات المتعلقة بالمجال الجوي للصحراء المغربية.
كما طالب غونزاليز الحكومة الإسبانية بتوضيح موقفها الرسمي حول هذه التحركات.
تجدد النقاش حول إدارة المجال الجوي للصحراء المغربية في الأيام الأخيرة، بعد إعلان شركة “ريانير” الإيرلندية عن إطلاق خطوط جوية مباشرة من مدينة الداخلة نحو مطارات دولية، وهو ما أثار غضب جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر.
وفي هذا السياق، اتهمت بعض الأوساط الجزائرية مؤسسة “ENAIRE” الإسبانية بأنها هي الجهة التي رخصت لهذه الخطوط الجوية، معتبرة ذلك انتهاكًا لقرار محكمة العدل الأوروبية الذي قضى بعدم الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء.
وفي هذا الصدد، تشير الصحافة الجزائرية إلى أن الناشط السياسي الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، سليم جلاب، قد بدأ في اتخاذ إجراءات قانونية ضد “ENAIRE” الإسبانية، مدعيًا أن القرار يتناقض مع حكم محكمة العدل الأوروبية بشأن السيادة على الصحراء.
وفي خطوة تعكس تحولًا في الموقف الإسباني، أكد المغرب أنه بدأ منذ العام الماضي في فرض سيطرته الكاملة على الأجواء الصحراوية. هذا التحول يتماشى مع إعلان مدريد في مارس 2022 دعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.
كما أوضحت الحكومة الإسبانية في ردها على استفسار نائبة برلمانية عن حزب “الائتلاف الكناري” أن الاجتماعات مع المغرب بشأن إدارة المجال الجوي للصحراء جرت على الأقل في مناسبتين خلال السنتين الأخيرتين.
تعتبر هذه التطورات تأكيدًا على أن المغرب أصبح يتحكم بشكل أكبر في المجال الجوي للصحراء، وهو ما يثير ردود فعل غاضبة من الجزائر وجبهة البوليساريو الانفصالية.