بعد 15 عامًا من الضبابية.. هل تم حل لغز ساتوشي ناكاموتو أخيرًا؟
في الفيلم الوثائقي “المال الكهربائي: لغز البيتكوين” أو “Money Electric: The Bitcoin Mystery” الذي بثته شبكة الترفيه الأمريكية “إتش بي أو” هذا الأسبوع، حاول المخرج “كولين هوباك” استنتاج أدلة حول الهوية الحقيقية لمطور عملة البيتكوين الشهير بـ “ساتوشي ناكاموتو”.
وأشارت التلميحات والتكهنات الرئيسية في الفيلم إلى أن “ناكاموتو” هو في الحقيقة مطور البرمجيات الكندي “بيتر تود”، والشهير بإسهاماته في نظام شبكة البيتكوين.
على سبيل المثال، في إحدى الحالات، ذكر الوثائقي أن “ناكاموتو” ربما استخدم عن طريق الخطأ حسابا خاصا “تود” لاستكمال منشور بدأه في وقت سابق عبر منتدى خاص تحت اسم المستخدم “ناكاموتو”.
– ولد “بيتر تود” ونشأ في كندا، وكان من أوائل المطورين الذين عملوا مع “ناكاموتو” في مشروع البيتكوين، ومن أوائل المساهمين في قاعدة بيانات الشبكة، وكان على اتصال مباشر مع المطورين البارزين الآخرين.
– مع ذلك، قال “تود” في رسالة لوسائل الإعلام الخميس: “أنا لست ساتوشي”، نافيًا بشكل قطعي أن يكون صاحب الاسم المستعار الذي يقف وراء ثورة التشفير والعملات اللامركزية.
– أضاف أنه في وقت نشر هذه المنشورات، كان حسابه الخاص يسمى “Retep“، ولم يعرف أحد هويته، واستخدم معظم المطورين آنذاك لوحة رسائل البيتكوين، فيما كان “ناكاموتو” يستخدم أسماءً مجهولة.
– وفقًا لـ “تود”، فإذا صحت رواية أنه كان يحاول استكمال منشور خاص بحساب “ناكاموتو” من خلال “ريتب”، فكان بإمكانه ببساطة التوقف عن استخدام هذا الحساب بعد ذلك وإنشاء آخر جديد باسمه، لكنه أعاد تسميته لاحقًا باسمه الحقيقي.
– علق المطور: “إذا كان ’كولين‘ يريد بالفعل العثور على ’ساتوشي‘ فكان بإمكانه بسهولة التحقق من صحة هذا الأمر، وبناءً على ما حدث وسلوكه، أشك بشدة في أنها كانت مجرد حيلة تسويقية لجذب الانتباه لفيلمه الوثائقي”.
– أصبح “تود” قلقًا بشأن سلامته، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المحافظ التي تنتمي إلى “ساتوشي ناكاموتو” الحقيقي تحتوي على نحو مليون بيتكوين، بقيمة حوالي 62 مليار دولار بالأسعار الحالية.
– قال “تود” أيضًا: “من الواضح أن اتهام شخص ما زورًا بامتلاك عشرات المليارات من الدولارات يعرضه لخطر السرقة والاختطاف، إنه يعرض حياتي للخطر من أجل الترويج لفيلمه”.
هل يراوغ تود؟
– من جانبه، قال المخرج “كولين هوباك”، إنه غير مندهش من نفي “تود”، وإنه يظل رغم ذلك واثقًا من الاستنتاج الذي وصل إليه فيلمه الوثائقي.
– أضاف المخرج في بيان: “كان ’بيتر‘ هناك في ذلك اليوم (الذي أجريت فيه مقابلة للفيلم)، إنه يعرف ما جرت مناقشته، وكانت لديه كل الفرص لشرح الأمور بنفسه”.
– كانت هوية “ناكاموتو”، سواء كان فردًا واحدًا أو مجموعة أشخاص، محور اهتمام الكثيرين منذ إطلاق البيتكوين في يناير 2009، حيث أصبحت العملة المشفرة بمرور الوقت واحدة من أسرع الأصول نموًا من حيث القيمة، وتزايدت استخداماتها كأداة دفع بشكل ملحوظ.
– في عام 2014، ادعت مجلة “نيوزويك” أن مطور البيتكوين هو الفيزيائي “دوريان ناكاموتو”، الذي نفى ذلك، وفي عام 2015، قالت صحيفة “نيويورك تايمز” إنه عالم الحوسبة “نيك زابو”.
– أعلن رجل الأعمال الأسترالي “كريج رايت” أنه هو “ساتوشي ناكاموتو”، حتى حكم قاضٍ في المملكة المتحدة بأنه ادعاء كاذب، وروجت بعض التقارير الإخبارية والنظريات عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى أنه قد يكون الملياردير “إيلون ماسك”.
– أشار “هوباك” إلى أنه قضى سنوات في تعقب النظريات المختلفة حول هوية “ساتوشي ناكاموتو” قبل أن يستقر أخيرًا على “تود”، مستندًا بشكل رئيسي إلى منشور على لوحة رسائل البيتكوين يعود لعام 2010، والذي خلص إلى أنه من كتابة “ساتوشي ناكاموتو”.
هل من دليل قاطع؟
– تناول الفيلم الوثائقي، الذي استغرق نحو 100 دقيقة، تاريخ كل من البيتكوين ومشاريع التشفير الأخرى، لكنه لم يقدم أي دليل قاطع يدعم فكرة أن “تود” هو “ناكاموتو”، بحسب مراجعة لـ “كوين ديسك”.
– كانت هناك بعض الأدلة الظرفية، بما في ذلك اهتمام “تود” بالتشفير منذ سن مبكرة، وعلاقته مع المطورين البارزين في مشروع البيتكوين، ومهاراته التقنية، واستخدام “ساتوشي” للهجاء البريطاني/الكندي، مع حقيقة أن “تود” من كندا.
– كان الدليل الأكثر موثوقية في الفيلم، هو هذا المنشور عبر منتدى خاص للمطورين، والذي يرد فيه “تود” على “ساتوشي”، لكن “هوباك” يزعم أن “تود” كان يحاول استكمال المنشور لكنه علق عليه عن طريق الخطأ باستخدام حسابه الأصلي.
– غير ذلك، لم يقدم الفيلم الوثائقي أدلة قاطعة بأن “تود” هو “ناكاموتو” بالفعل، وعندما واجه “هوباك” المطور بنظرياته خلال التصوير، هز “تود” رأسه وهو يضحك، ورد عليه ساخرًا “بالطبع أنا ساتوشي، وأنا أيضًا كريج رايت”.
– لم تُنقل البيتكوين التي قام “ناكاموتو” بتعدينها من محفظته أبدًا، مما أدى إلى تكهنات بأن الشخص الحقيقي وراء تطوير العملة المشفرة إما مات أو منع نفسه عمدًا من التصرف في هذه العملات.