بعد مسيرته المذهلة .. هل يعكس سهم سوفت بنك قيمته العادلة؟
سجل سهم مجموعة “سوفت بنك” أعلى مستوى له على الإطلاق مؤخرًا، حيث أظهرت الذراع الاستثمارية التكنولوجية الضخمة للشركة اليابانية علامات التعافي، وعاد مؤسسها “ماسايوشي سون” مرة أخرى إلى دائرة الضوء بتوجيهاته نحو مجال الذكاء الاصطناعي.
كما استفاد سهم الشركة بالطبع من نجاح الطرح العام الأولي والأداء القوي لاحقًا لأسهم مصممة الرقائق البريطانية “آرم”، والتي تمتلك “سوفت بنك” حصة الأغلبية فيها.
وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، أغلق سهم “سوفت بنك” عند 11920 ينًا، بعدما لامس 12180 ينًا (77.49 دولار) خلال الجلسة، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، ويكلل مسيرة نجاح منقطعة النظير منذ انهيار الأسواق خلال فقاعة “دوت كوم” بداية القرن الجاري.
في خضم فقاعة الإنترنت، كان سهم “سوفت بنك” عند ذروته فوق 10 آلاف ين في بداية عام 2000، لكنه انهار إلى قرب 200 ين بحلول أوائل عام 2003 بعد انفجار الفقاعة.
لم تكن هذه الفترة السيئة الوحيدة التي تجاوزها السهم، فبين عامي 2021 و2022، هبط سهم المجموعة الاستثمارية اليابانية من فوق 10 آلاف ين عند أعلى إغلاق على الإطلاق – آنذاك – إلى ما دون 5 آلاف ين.
بمعنى آخر، ارتفع سهم “سوفت بنك” بأكثر من 140% منذ بلغ أدنى مستوياته خلال اضطرابات السوق قبل أكثر من عامين، وبنحو 6000% منذ بلغ القاع بعد فقاعة “دوت كوم”.
البداية والرؤية
– أسس “سون”، “سوفت بنك” في عام 1981، عندما كانت الشركة مجرد موزع للبرمجيات، وأصبحت شركة مساهمة عامة في اليابان عام 1994، وفي خضم طفرة الإنترنت، استثمر مليوني دولار في “ياهو”.
– كانت هذه بداية استثمارات الشركة في مجال التكنولوجيا، ودفعت السهم إلى مستويات قياسية قبل أن ينهار بأكثر من 90% مع انفجار الفقاعة، واستغرق الأمر منه 21 عامًا ليسجل مستوى قياسيًا جديدًا.
– كان صندوق “رؤية سوفت بنك” الذي أطلق كذراع استثمارية تركز على التكنولوجيا في عام 2017، أحد مقومات المسيرة الاستثنائية للشركة اليابانية رغم بعض العثرات على الطريق.
– أعلن “سون” في 2022 تفعيل وضع “الدفاع” لضبط الإيقاع، وأكد أنه سيكون أكثر تحفظًا في الاستثمار مع تعديل المسار بعد فترة وجيزة، وسرعان ما أعلن العودة إلى وضع “الهجوم” مرة أخرى في 2023 والانفتاح على فرص الاستثمار في الذكاء الاصطناعي.
العودة إلى الطريق الصحيح
– بدأ سعر سهم “سوفت بنك” في التعافي منذ مايو 2023، ونشر صندوق رؤية مؤخرًا بيانات مالية أفضل وسط تعافٍ أوسع نطاقًا في أسهم التكنولوجيا.
– قال “أوليفر ماثيو” رئيس أبحاث المستهلك الآسيوي في “سي إل إس إيه- CLSA” للاستثمار وإدارة الأصول: “كان ينبغي شطب استثمارات مختلفة بسبب مزيج من انخفاض قيم الأسهم وبيئة التمويل الخاص الأكثر صعوبة”.
– لكن الآن، يبدو أن دورة الشطب انتهت في الغالب، وهناك فرصة جيدة لأن يكون سوق الاكتتاب العام الأولي أكثر نشاطًا في المستقبل، وخاصة للاستثمارات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، بحسب “ماثيو”.
– عزا العديد من المحللين ارتفاع سهم “سوفت بنك” بنحو 70% منذ بداية العام الجاري إلى نجاح الاكتتاب العام الأولي لشركة “آرم”، التي استحوذت عليها في عام 2016 وتمتلك 90% حتى بعد الإدراج، حيث ارتفع سهم “آرم” بنحو 110% هذا العام.
– قال “بول جولدينج”، كبير محللي أسلوب الحياة والمدفوعات لدى شركة “ماكواري” للأبحاث: “كانت استراتيجية الاستثمار للمجموعة تشمل منذ فترة طويلة تطوير محفظة نظام بيئي للذكاء الاصطناعي”.
– وفقًا لـ “جولدينج”، بدأ ذلك قبل فترة طويلة من دورة الصعود الحالية التي تقودها نماذج اللغة الكبيرة التي طورتها الشركات الرئيسية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية أو نحو ذلك.
هل قيمة سوفت بنك عادلة؟
– يقول “جولدينج”: “من وجهة نظرنا، كانت هذه الرؤية وراء قرارات الاستثمار في عام 2016، مما أعطى المجموعة فرصة للتعرض المباشر لديناميكيات سوق أشباه الموصلات والملكية الفكرية لتصميم أشباه الموصلات قبل وقت طويل من التطور الواسع للذكاء الاصطناعي”.
– على مر السنين، ركز المستثمرون على ما إذا كانت قيمة “سوفت بنك” تعكس بشكل عادل الأصول التي تمتلكها، فمثلًا تبلغ القيمة السوقية للشركة نحو 100 مليار دولار، فيما تبلغ قيمة “آرم” نحو 170 مليار دولار.
– هذا يعني أن حصة “سوفت بنك” البالغة 90% تعادل 153 مليار دولار، وهذا وحده أعلى بكثير من القيمة السوقية لمجموعة “سوفت بنك”، بغض النظر عن حيازاتها وأعمالها الأخرى، مثل ذراع الاتصالات.
– يقول “دان بيكر” كبير محللي الأسهم في “مورنينج ستار”: “لست متأكدًا من أن المستثمرين مقتنعون بقصة ’سوفت بنك‘ مرة أخرى، ومكاسب السهم هذا العام ترجع بشكل أساسي إلى ارتفاع سهم ’آرم‘ وضعف الين الياباني”.
– ينصح “بيكر” بالنظر إلى تقييم “مجموع الأجزاء” أو ” Sum of the Parts”، والذي ينسب القيمة إلى الأجزاء المختلفة من حيازات الشركة لمعرفة قيمتها، قائلًا إنه في حالة “سوفت بنك” فإنها أقل بنحو 50%.
– وفقًا لـ “بيكر”، هذا يعني أن سهم “سوفت بنك” لا يعكس قيمة أعمالها واستثماراتها بشكل حقيقي، ويقول: “لست متأكدًا من أن المستثمرين يشترون قصة ’سوفت بنك‘ لكنهم يشترون قصة ’آرم‘ بالتأكيد”.