اليورو يقترب من ذروة شهرين مدعوماً بضعف الدولار وترقب حذر لقرارات المركزي الأوروبي

واصل اليورو أداءه القوي في الأسواق الأوروبية، مسجلاً ارتفاعاً طفيفاً أمام الدولار الأمريكي، ليبقى قريباً من أعلى مستوياته في نحو شهرين، مستفيداً من تراجع الزخم على العملة الأمريكية عقب آخر اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي جاء أقل تشدداً من توقعات المستثمرين.
وجاء هذا التحسن في العملة الأوروبية في وقت تترقب فيه الأسواق اجتماع البنك المركزي الأوروبي المرتقب يومي الأربعاء والخميس، والذي يُعد المحطة الختامية لاجتماعات السياسة النقدية لعام 2025.
وتشير غالبية التوقعات إلى أن البنك سيفضل تثبيت أسعار الفائدة دون تغيير، للمرة الرابعة على التوالي، في ظل سعيه لموازنة استقرار الأسعار مع دعم التعافي الاقتصادي.
سجل اليورو خلال تعاملات اليوم ارتفاعاً بنحو 0.1% أمام الدولار، ليصل إلى مستوى 1.1745 دولار، مقارنة بسعر افتتاح عند 1.1735 دولار، بعدما لامس أدنى مستوى له عند 1.1728 دولار.
وكان اليورو قد أنهى تداولات نهاية الأسبوع الماضي مستقراً، رغم تحقيقه مكاسب على مدى جلستين متتاليتين، بلغ خلالها أعلى مستوى له في شهرين عند 1.1763 دولار.
وعلى أساس أسبوعي، حققت العملة الأوروبية مكاسب تقارب 0.85%، في ثالث صعود أسبوعي متتالٍ، مدعومة بتراجع الفجوة في أسعار الفائدة بين أوروبا والولايات المتحدة، إضافة إلى تفاؤل الأسواق بإمكانية إحراز تقدم في مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا.
و في المقابل، واصل الدولار الأمريكي تراجعه، حيث انخفض مؤشره بنحو 0.1%، مقترباً مجدداً من أدنى مستوياته في شهرين أمام سلة من العملات الرئيسية.
ويعكس هذا الأداء استمرار الضغوط السلبية على العملة الأمريكية، بعد أن فسرت الأسواق نتائج اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير على أنها تميل إلى الليونة، ما عزز الرهانات على احتمال استمرار خفض أسعار الفائدة خلال عام 2026.
و تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى البنك المركزي الأوروبي، الذي سيبحث ملاءمة سياسته النقدية في ضوء التطورات الاقتصادية الأخيرة داخل منطقة اليورو.
وتشير التوقعات إلى الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوى 2.15%، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2022، وسط ترقب المستثمرين لأي إشارات جديدة حول توقيت استئناف دورة التيسير النقدي خلال العام المقبل.
وكانت رئيسة البنك، كريستين لاجارد، قد أشارت في تصريحات حديثة إلى تحسن ملحوظ في النشاط الاقتصادي داخل منطقة اليورو، ملمحة إلى إمكانية مراجعة توقعات النمو بالرفع خلال اجتماع هذا الأسبوع، وهو ما قد يمنح اليورو دعماً إضافياً في حال تأكدت هذه الإشارات.




