العملات

الين يندفع لأعلى مستوى فى أسبوعين بعد تعليقات عدوانية

ارتفع الين الياباني على نطاق واسع بالسوق الأسيوية يوم الخميس مقابل سلة من ‏العملات ، مع أندفعه إلى أعلى مستوى فى قرابة أسبوعين مقابل الدولار الأمريكي ، و ‏ذلك فى أعقاب تعليقات عدوانية لأحد أعضاء لجنة السياسة النقدية ببنك اليابان.‏

جددت تلك التعليقات الآمال حيال إمكانية خروج البنك المركزي الياباني من نطاق أسعار ‏الفائدة السلبية فى وقت مبكر هذا العام ،وهو ما سوف يقلص الفجوة الواسعة حاليًا ‏فى أسعار الفائدة بين اليابان و الاقتصادات الكبرى.‏

رغم الارتفاع الحالي فى سعر صرف الين ،إلا أن العملة اليابانية تتجه صوب تكبّد ثاني ‏خسارة شهرية على التوالي ،وذلك بسبب توالي البيانات الاقتصادية الضعيفة من اليابان ‏،بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة فى عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات.‏

تراجع الدولار مقابل الين بنحو 0.7% إلى (149.69¥) الأدنى منذ 20 فبراير ‏الجاري ، من سعر افتتاح تعاملات اليوم عند (150.69¥)، و سجل أعلى مستوى ‏عند ( 150.69 ¥).‏

فقد الين يوم الأربعاء نسبة 0.15% مقابل الدولار ، فى ثاني خسارة فى غضون الثلاثة ‏أيام الأخيرة ،وسجل أدنى مستوى فى أسبوعين عند 150.84 ينات ،بسبب ضعف الإقبال ‏على الأصول ذات العائد المنخفض.‏

قال عضو مجلس إدارة بنك اليابان “هاجيمي تاكاتا”:إن البنك المركزي الياباني يجب أن ‏يفكر في إصلاح سياسته النقدية شديدة التساهل، بما في ذلك الخروج من أسعار ‏الفائدة السلبية و السيطرة على عوائد السندات.‏

ذكر كبير دبلوماسيي العملة في اليابان “ماساتو كاندا” الذي كان يتحدث على هامش ‏اجتماع زعماء مالية مجموعة العشرين في ساو باولو:أن الحكومة اليابانية تراقب تحركات ‏الين فى سوق الصرف بحساسية شديدة ،وستتخذ الإجراءات الضرورية لدعم العملة ‏المحلية إذا لزم الأمر.‏

قال الخبير الاستراتيجي فى أو سي بي س “كريستوفر وونغ”:إن الأسواق كانت متشائمة ‏بشأن توقيت تحرك بنك اليابان،تعليقات تاكاتا تزيد من الاقتناع بأنه قد يكون من الأفضل ‏عدم استبعاد رفع أسعار الفائدة في وقت مبكر قد يكون في اجتماع مارس المقبل.‏

وأضاف وونغ:مع ارتفاع صفقات بيع الين الياباني إلى أعلى مستوى قياسي، فإن تفكيك ‏صفقات البيع من شأنه أن يؤدي إلى هروب المضاربين على الين الياباني بحثًا عن غطاء ‏لتغطية المراكز المفتوحة.‏

على مدار تعاملات فبراير ،والتي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم ، فالعملة ‏اليابانية “الين” منخفضة حتى اللحظة قرابة 2.0% مقابل العملة الأمريكية ” الدولار”على ‏وشك تسجيل ثاني خسارة شهرية على التوالي.‏

أظهرت البيانات الصادرة هذا الشهر فى اليابان ،تفاقم الأداء السلبي للقطاعات الرئيسية ‏التي تشكل جزءًا أساسيًا للاقتصاد الياباني ،فى أحدث مؤشرات تفاقم ركود الأنشطة ‏الصناعية و الخدمية فى اليابان.‏

توضح تلك البيانات أن ثالث أكبر اقتصاد فى العالم ما يزال فى حاجة ماسة إلى استمرار ‏أدوات السياسة النقدية التحفيزية المرنة لأطول فترة هذا العام ،وهو ما يقلل من ‏احتمالية خروج بنك اليابان من نطاق أسعار الفائدة السلبية فى وقت مبكر هذا العام.‏

سجل العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات ، فى يوم الخميس ‏الموافق 22 فبراير ،أعلى مستوى فى ثلاثة أشهر عند 4.354% ، وقد عزز هذا التطور ‏بشكل كبير فرص الاستثمار فى الدولار الأمريكي.‏

جاء هذا التحسن فى سوق السندات الأمريكية ،وسط توالي البيانات الاقتصادية القوية ‏فى الولايات المتحدة ،بالتزامن مع تعليقات أكثر تشددًا من مسؤولي مجلس الاحتياطي ‏الفيدرالي.‏

قلصت هذه البيانات والتعليقات من احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية فى مارس ‏ومايو المقبلين ،وزادت الأسواق من ثقتها بأن اجتماع يونيو قد يكون هو بداية تخفيف ‏السياسة النقدية الفيدرالية وخفض أسعار الفائدة.‏

ارتفاع عائدات السندات الأمريكية ،يضغط بالسلب على سعر صرف الين الياباني مقابل ‏الدولار الأمريكي ، حيث تتسع الفجوة بين عائدات السندات طويلة الأجل بين اليابان و ‏الولايات المتحدة.‏

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى