المغرب يقطع خطوة نحو الاستقلال الطاقوي: هل تنتهي شراكة الطاقة مع إسبانيا؟
تتزايد مخاوف إسبانيا من توقف الشراكة مع المغرب في قطاع الطاقة، خاصة بعد توقيع بروتوكول اتفاق يهدف إلى تنفيذ برنامج تطوير البنية التحتية للغاز في المملكة.
هذا البروتوكول يأتي في سياق جهود المغرب لتلبية احتياجاته من الطاقة، خاصة مع ارتفاع الأسعار الناتج عن الأزمة الروسية الأوكرانية.
في السنوات الأخيرة، يعمل المغرب على زيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة وإقامة شراكات لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وذلك بفضل توفره على فائض في القدرة التوليدية للكهرباء، حيث يعتبر واحدًا من أكبر منتجي الطاقة الشمسية في العالم.
وفي هذا السياق، تشكل المواد البترولية ما يقرب من 53.7% من استهلاك الطاقة في المغرب، مما يدفعه نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الطاقة.
ومن بين الشراكات الناجحة في قطاع الطاقة، أصبح المغرب أكبر مستورد للغاز الطبيعي من إسبانيا، حيث يشكل الغاز المستورد نحو 28% من صادرات إسبانيا بسبب انخفاض الشحنات إلى بلدان أخرى.
ومع استخدام خط الأنابيب بشكل عكسي خلال العام الماضي، سجلت ذروة في الطلب على الغاز، مما يعكس أهمية هذه الشراكة بالنسبة لإسبانيا.
ومع ذلك، بدأت المخاوف الإسبانية تتزايد من احتمال توقف هذه الشراكة، خاصة بعد أن أعلن المغرب هدفه الطموح في تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، وذلك بعد إغلاق خط الأنابيب الذي كان يأمن الغاز من الجزائر إلى أوروبا، مما دفع المملكة إلى البحث عن بدائل، بما في ذلك الاعتماد على شراكات مع إسبانيا.
ومن جانبها، تسعى الحكومة المغربية إلى تعزيز الاستقلالية في مجال الطاقة، من خلال برامج تطوير البنية التحتية للغاز وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة.
ومن المتوقع أن تكون الطاقات المتجددة مسؤولة عن نحو 52% من إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، مما يبرز التزام المملكة بالطاقة الخضراء ورغبتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال.
ومن هنا، يُعتبر التعاون الإسباني المغربي في مجال الطاقة شراكة حيوية، وتأتي الجهود المشتركة بين البلدين في إطار تطوير بنية تحتية قوية لتأمين احتياجاتهما من الطاقة وتعزيز الاستقلالية في هذا القطاع.