المستثمرون يرفعون حالة التأهب قبل الانتخابات الرئاسية
قبل أقل من 24 ساعة على الانتخابات الأمريكية، التي تُعدّ ساحة معركة شرسة بين الرئيس السابق والمرشح الجمهوري “دونالد ترامب” ونائبة الرئيس الحالية والمرشحة الديمقراطية “كامالا هاريس”، يشهد متداولو عقود الخيارات في مختلف الأسواق تقليصًا للمخاطر، مما يعكس استعدادهم لمزيد من التقلبات.
على الرغم من استقرار تقلبات سوق الأسهم خلال أكتوبر، ارتفعت تقلبات خيارات الأسهم بشكل ملحوظ، نتيجة للانتخابات القادمة، موسم الأرباح، وقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
تظهر استطلاعات الرأي تقاربًا في معدلات تأييد “ترامب” و”هاريس”، مما زاد من حالة عدم اليقين. وقد دفعت عائدات السندات في الآونة الأخيرة المستثمرين إلى تصفية بعض المراكز العقارية وإضافة تحوطات لمواجهة المخاطر المرتبطة بارتفاع أسعار الفائدة.
يراهن مستثمرو العملات على زيادة التقلبات، حيث شهدت العملات مثل اليوان والبيزو المكسيكي واليورو تذبذبات أكبر بسبب عدم اليقين في القضايا التجارية والتعريفات الجمركية.
وأوضح “ستيوارت كايزر”، استراتيجي تداول الأسهم الأمريكية في وحدة “جلوبال ماركتس” التابعة لـ “سيتي جروب”، أن الأسابيع الأخيرة شهدت عمليات تجنب للمخاطر قبل الانتخابات واجتماع الفيدرالي، مما قد يُعزز شهية المخاطرة بعد الانتخابات، اعتمادًا على النتيجة.
و في سياق تحركات مستثمري الأسهم، كان هناك نشاط كبير في التحوط للانتخابات، حيث يستخدم المتداولون خيارات قصيرة الأجل للتحضير للحدث.
يُظهر المستثمرون توقعات بتقلبات أكبر حتى مع مرور 29 جلسة لمؤشر “إس آند بي 500” دون انخفاض كبير.
قال “دانييل كيرش”، رئيس قسم الخيارات في بنك “بايبر ساندلر”: “نشهد اهتمامًا متزايدًا بالتداولات المرتبطة بالانتخابات، حيث يعزز العملاء الذين يتوقعون فوز “ترامب” تعرضهم للأسهم المالية والعملات المشفرة”. وأشار إلى أن “الذين يراهنون على فوز “هاريس” يشترون خيارات أسهم الطاقة المتجددة”.
و ارتفعت التقلبات في عقود خيارات العملات قصيرة الأجل، مع تركيز على المخاطر المرتبطة بالانتخابات، حيث سجّلت تقلبات الدولار مقابل اليوان مستويات قياسية، تحسبًا لفرض تعريفات جمركية أعلى.
كما شهدت تقلبات اليورو والبيزو المكسيكي ارتفاعًا كبيرًا بسبب التهديدات المحتملة الناجمة عن سياسات “ترامب”.
في سوق سندات الخزانة، تمحورت الأنشطة حول تقليص المتداولين لاستخدام الرافعة المالية، مع تزايد التوقعات بزيادة التحفيز المالي بعد الانتخابات. وقد أدت هذه الديناميكيات إلى انخفاض كبير في الفائدة المفتوحة لعقود سندات الخزانة لأجل 10 سنوات.
شهدت العملات المشفرة أيضًا تباينًا في آراء المتداولين حول نتائج الانتخابات، حيث تحول السوق من تفاؤل كبير إلى التركيز على التحوط. ارتفعت التقلبات الضمنية لعقود البيع قصيرة الأجل، بينما استقرت عقود الشراء.
بشكل عام، تُظهر جميع هذه المؤشرات أن الأسواق المالية تستعد لتغييرات كبيرة، وقد يتأثر أداء الأسواق تبعًا لنتائج الانتخابات والمخاطر المالية المرتبطة بها.